تحاول اسرائيل الالتفاف على ضغوط ديبلوماسية أميركية وأوروبية لوقف الاستيطان وقبول توصيات "لجنة ميتشل" التي وصفها وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأنها "ممتازة" و"تشكل أرضية جيدة لاطلاق مبادرة سلام جديدة". وكثف الجيش الاسرائيلي هجماته على مناطق السلطة الفلسطينية أمس، فهدم عدداً من المنازل وبعض ما تبقى من مراكز قوات الأمن. وشهد عدد من الدول العربية مسيرات تأييد للانتفاضة، خصوصاً في الأردن حيث تصدت لها قوات الأمن وفرقتها بالقوة. وقال شهود ان بعض زعماء الحركة الاسلامية تعرضوا للضرب راجع ص 4 و5. وعلمت "الحياة" ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن سيصل الى واشنطن خلال عطلة نهاية الاسبوع، ويلتقي في اليومين المقبلين مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول. وسيكون "ابو مازن" اول مسؤول فلسطيني يزور واشنطن منذ تسلم الادارة الجديدة قبل نحو اربعة شهور. في واشنطن أكد مصدر في الخارجية الأميركية ان جهود الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بملف السلام في هذه المرحلة تتركز على اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين باتخاذ خطوات لوقف العنف "قبل الحديث عن أي مبادرة لإعادة التفاوض". وأضاف المصدر: "نريد أن يمر اسبوع واحد، على الأقل لا يطلق خلاله الفلسطينيون قذائف الهاون وتتوقف اسرائيل عن دخول الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل قبل البحث في المبادرات". وكان باول أثار تكهنات عن احتمال اطلاق الولاياتالمتحدة مبادرة خاصة للسلام حين أعلن في جلسة استماع في الكونغرس مساء أول من أمس ان "تقرير ميتشل أرضية جيدة للبدء بمبادرة جديدة"، ووصفه بأنه "ممتاز جداً" وأن الولاياتالمتحدة ستنشره خلال أيام، مضافاً اليه ملاحظات اسرائيلية وفلسطينية ومقدمة منه شخصياً. واستبعد باول تعيين مبعوث أميركي خاص في الوقت الراهن، ووصف "اللاورقة" المصرية - الأردنية بأنها تمثل إطاراً للمفاوضات، وقال ان "الأطراف المعنية ما زالت تناقش هذه المبادرة لكي يقبلها الجميع". الى ذلك يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسيل الاثنين المقبل "لبحث الوضع الخطير في الشرق الأوسط"، وسيناقشون قضية المستوطنات التي تشكل العائق الأساسي أمام السلام. وسيتبادلون وجهات النظر في هذه المسألة مع الأمين العام للأمم المتحدة الثلثاء في العاصمة الأوروبية. ويعتقد مصدر أوروبي انه يجب ممارسة ضغوط دولية على الدولة العبرية لوقف الاستيطان. اذ ان "رئيس الوزراء ارييل شارون يعلم ان توسيع المستوطنات هو السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة". وقال المصدر نفسه ل"الحياة" ان لجنة ميتشل "وضعت الاصبع على العلة الرئيسية للأزمة المتمثلة في زحف المستوطنات وثلثها خال من السكان". وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن "صيغة جديدة في قضية المستوطنات" بلورها وزير الخارجية شمعون بيريز وحاول تسويقها في جولته الأوروبية يعتبر فيها "التكاثر الطبيعي" داخل المستوطنات "ديموغرافياً" وليس "اقليمياً". غير ان وزير العلوم الاسرائيلي ميتان فلنائي اعتبر ان بيريز يقصد ب"حدود المستوطنات" حدود الخرائط الهيكلية لهذه المستوطنات وليس حدودها القائمة حالياً. ميدانياً، اشتعلت الأراضي الفلسطينية اذ انطلقت مسيرات حاشدة بعد صلاة الجمعة. وتحولت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الى اشتباكات مسلحة أطلق فيها بعض المسلحين الفلسطينيين الرصاص باتجاه مستوطنتي غيلو وبيت ايل جنوبالقدس وشمال مدينة البيرة. وفي قطاع غزة، توغلت القوات الاسرائيلية داخل أراضي السلطة الفلسطينية في مدينة دير البلح ودمرت موقعاً للقوات 17 التابعة لأمن الرئاسة الفلسطينية ودمرت أربعة منازل ومئات الدونمات من الأراضي.