تأمل إسرائيل بأن تنجح ضغوطها على الولاياتالمتحدة في وقف اطلاق مبادرة أميركية في الشرق الأوسط. وعلمت "الحياة" من مصادر رفيعة المستوى في واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول يسعى إلى الحصول على تعهد من الرئيس جورج بوش بالمشاركة شخصياً في دعم هذه المبادرة قبل أن يعلنها الاثنين. وكرر وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز شروط الدولة العبرية للعودة إلى المفاوضات، معلناً في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبوله "دولة فلسطينية منزوعة السلاح". والتقى بيريز وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب للمرة الأولى منذ ستة شهور. وعلى رغم اعلان الخارجية الاميركية ان باول سيلقي خطاباً الاثنين المقبل والاعتقاد السائد انه سيكون مناسبة للاعلان عن استراتيجيته للتوصل الى "وقف العنف"، فان مصادر مطلعة قالت ل"الحياة" انه لم يتم بعد حسم مضمون الخطاب وهل سيكون مناسبة لاطلاق مبادرة شرق أوسطية أم لا. واضافت ان باول ما زال في انتظار موافقة البيت الابيض ويريد تعهداً من بوش بدعم المبادرة شخصياً. واشارت الى ان وزير الخارجية يخشى اعلان مبادرة تصبح مرتبطة به فقط، واذا لم يتوصل الى نتيجة فان خصومه لن يترددوا في اتهامه بالفشل، وابقاء الرئيس بعيداً عن ذلك. واذا لم يحصل باول على التعهد سيكون خطابه تكراراً للمواقف الاميركية السابقة، اي الدعوة الى تطبيق قرارات ميتشل والتذكير ب"رؤية" الدولة الفلسطينية. ويتوقع ان يتوجه مساعد باول لشؤون الشرق الاوسط ويليام بيرنز غداً الى المنطقة لكن مصادر وزارة الخارجية قالت ان سفره قد يتأجل الى ما بعد الاثنين. وتخشى أوساط رسمية أميركية أن يؤدي الإعلان عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون واشنطن في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وحلول عيد الشكر في الولاياتالمتحدة، إلى تخفيف وقع إعلان باول. إلى ذلك، طالب بيريز السلطة الفلسطينية و"هي دولة قيد التكوين" بإقامة "هيئة وسلطة واحدة على كل الأسلحة وكل الجيوش" ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها. واستدرك: "إذا وجدت سلطة سياسية واحدة وشركاء مسلحون لن يكون بالإمكان التوصل إلى ديموقراطية أو أمن". وأعلن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أن هناك "اتفاقاً عاماً على إقامة دولة فلسطينية مستقلة مجردة من السلاح وذات قدرة اقتصادية على البقاء، وهذا أفضل رهان". واتفق وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب مع بيريز على الاجتماع ليل أمس في نيويورك. وقال الخطيب ل"الحياة" إن هذا أول اجتماع بينه وبين وزير الخارجية الإسرائيلي منذ نحو ستة شهور و"من الطبيعي أن نناقش عملية السلام في ضوء الممارسات الإسرائيلية وآخرها الهجوم على مناطق في غزة مساء أمس الأربعاء. واتصل بنا اشقاؤنا الفلسطينيون وطلبوا تدخلنا وبذل جهود لدى كل الأطراف، وسنثير هذا الموضوع". وتابع: "سنناقش السيد بيريز في الطروحات الإسرائيلية مركزين على ضرورة ألا يكون الهدف اتفاقات مرحلية جديدة، وأن يكون هناك توافق على الهدف النهائي لعملية السلام وهو إقامة الدولة الفلسطينية". وقالت مصادر عربية رفيعة المستوى، مطلعة على اعمال اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ان خطاب "الرؤية" الذي يلقيه باول الاسبوع المقبل سيشمل العناصر الآتية: تجميد الاستيطان الاسرائيلي ورفع الحصار الاقتصادي عن الفلسطينيين، واعادة الاموال الى السلطة والمطالبة بوقف العنف و"التحريض" واتخاذ السلطة اجراءات اضافية ملموسة للسيطرة على "الارهاب"، واعتقال المسؤولين عنه، والدعوة الى انسحابات اسرائيلية، من الاراضي الفلسطينية في اشارة الى انسحابات المرحلة الثالثة المُتفق عليها اصلاً، وليس في اطار الانسحاب من الاراضي التي اعادت اسرائيل احتلالها حديثاً. وذكرت المصادر ان باول لن يحدد موعداً لاعلان دولة "فلسطين" التي تحدث عنها بوش. واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي قبوله اقامة دولة فلسطينية، وذلك امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، للمرة الاولى من على هذا المنبر، بعدما بات الامر قراراً دولياً معلناً على اعلى المستوىات. وقال: "امس، كان من النادر، مثلاً، لمس الدعم لدولة فلسطينية. اليوم هناك اتفاق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة". وتابع: "دولة فلسطينية تمكن الفلسطينيين من تنفس الحرية، واطلاق اقتصاد جديد والحرص على تقاليدهم، وتمتعهم بأعلى مستويات التعليم، دولة توفر ايضاً الامن الحقيقي".