} اقتحمت القوات الاسرائيلية امس اربع مرات مناطق خاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني تخللها قصف وتدمير مقر قيادة الامن العام الفلسطيني في غزة، متذرعة بمقتل عاملين رومانيين واصابة ثالث في انفجار عبوة وضعت عند احد المعابر بين قطاع غزة واسرائيل، وأصيب خلال الاقتحامات ما لا يقل عن 20 فلسطينياً بجروح. وحذرت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية من مغبة الاستمرار في قصف المواقع الفلسطينية والمنشآت المدنية. قتل عاملان رومانيان واصيب ثالث في انفجار عبوة ناسفة قرب الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل امس. وافاد شهود ان ثلاثة انفجارات وقعت شرق مستوطنة "كيسوفيم" ويفصل بين كل واحد منها نصف دقيقة. وقشال الناطق العسكري الاسرائيلي ان العاملين قتلا خلال إصلاح الاسلاك الشائكة. وقتل في البداية أحدهما، ونقل الآخران الى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، حيث توفي الثاني متأثراً بجروحه، فيما لا يزال الثالث يخضع للعلاج في المستشفى نفسه. ووصلت الى مكان الانفجار قوات معززة بالدبابات والجرافات من الجيش الاسرائيلي وباشرت تمشيط المنطقة بحثاً عن عبوات أخرى، ومنعت المستوطنين أو ممثلي وسائل الاعلام من الوصول الى المنطقة. وفي اعقاب ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بالدبابات والجرافات المنطقة الجنوبية المجاورة لمكان الانفجار وتوغلت في الأراضي الفلسطينية "أ" الخاضعة بكاملها للسلطة الفلسطينية حوالى 700 متر وأزالت سواتر ترابية واقتلعت الأشجار وسوتها بالأرض. وقال شاهد ل"الحياة" ان قوات الاحتلال اطلقت ثلاث قذائف مدفعية في اتجاه موقع للأمن الوطني الفلسطيني قريب من مكان الانفجار ودمرته تماماً، ما أدى الى اصابة 15 فرداً من قوات الأمن الوطني. وأضاف ان الجيش الاسرائيلي اغلق طريق ابو العجين الفرعي الواصل بين طريق صلاح الدين والشريط الحدودي وسط القطاع، أمام حركة المواطنين ونشرت قوات كبيرة في المنطقة. وفي وقت لاحق، توغل الجيش مجدداً لاكثر من عشرين متراً في منطقة مخيم يبنا للاجئين في رفح قرب الحدود مع مصر. واشار شهود الى "ان تبادلاً عنيفاً لاطلاق النار وقع بين مسلحين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي الذي اطلق عدداً من القذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة فيما استخدم المسلحون الفلسطينيون الرشاشات الخفيفة". وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مخيم يبنا فجر امس، وتوغلت في المنطقة المصنفة "أ" حوالى 500 متر، في حين قال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي انها توغلت 300 متر فقط. ودخلت قوات الاحتلال من محور آخر في الوقت نفسه، الى حي السلام شرق مدينة رفح. واسفر الهجومان عن تدمير موقع للامن الوطني وخمسة منازل، اثنان منها في مخيم يبنا، وثلاثة في حي السلام، والحقت اضرار جسيمة بعدد من المنازل في المخيم والحي جراء القصف العنيف بالقذائف الصاروخية والمدفعية. واصيب اثناء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين قوات الاحتلال وبين المقاومين الفلسطينيين، الذين توافدوا بالعشرات الى مسرح المواجهات، 20 مواطناً، بينهم اثنان من قوات الأمن الوطني. واستمر الهجومان اللذين بدءا بعد الواحدة فجراً بربع ساعة تقريباً، ساعتين، تصدى خلالهما المقاتلون الفلسطينيون لقوات الاحتلال، ودارت اشتباكات عنيفة. ووصف وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث عمليات التوغل بانها "حرب" ضد السلطة الفلسطينية و"عمل ارهابي تقوم به الالة العسكرية لدولة اسرائيل في الاراضي الفلسطينية التي اصبحت ذات سيادة بموجب اتفاق مع اسرائيل". وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان قوات الاحتلال اقتحمت رفح رداً على اطلاق قذائف "الهاون" على مستوطنات على أراضي منطقة المواص على شاطئ بحر رفح. الى ذلك، افادت مصادر طبية فلسطينية ان طفلاً فلسطينياً 12 عاماً في حال الخطر بعد اصابته برصاص حي في الرأس اثناء مواجهات مع الجنود قرب معبر المنطار كارني. وفي الضفة الغربية، اعلن مصدر طبي فلسطيني اصابة ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي في بلدة الخضر المحتلة اصابة احدهم خطرة. وقال "ان مواجهات محدودة جرت في بلدة الخضر جنوب بيت لحم بين تلاميذ والجيش الذي استخدم الرصاص الحي والاعيرة المطاط والغاز المسيل للدموع اسفرت عن اصابة تلميذين و تلميذة". واضاف "ان خالد ابراهيم صلاح 14 عاما اصيب اصابة خطرة في الظهر ويخضع للعلاج في مستشفى بيت جالا الحكومي مع الجريحين الاخرين". واعلنت مصادر عسكرية ان الجيش الاسرائيلي واصل امس حصار بلدة تقوع الفلسطينية في الضفة الغربية بحثاً عن الذين استهدفوا المستوطنين الشابين اللذين يحملان الجنسية الاميركية يوسف عيشران وياكوف ناتان 14 عاماً اللذين عثر على جثتيهما في مغارة قرب المستوطنة اول من امس. وقالت مصادر فلسطينية ان 25 فلسطينياً اوقفوا منذ الاربعاء في تقوع قرب بيت لحم وفي القرى المجاورة. وتبنت منظمة "حزب الله - فلسطين" مقتل المستوطنين. وقال ناطق باسمها لوكالة "فرانس برس" ان المنظمة "قتلتهما انتقاماً لمقتل الرضيعة ايمان حجو". وتظاهر حوالى الف طفل وطفلة في شوارع رام الله في الضفة الغربية امس للاحتجاج على مقتل الرضيعة الفلسطينية ايمان حجو ومطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته ازاء قتل الاطفال الفلسطينيين. وانطلق الاطفال من مقر وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله وهم يرتدون الزي المدرسي ويحملون نعشاً فيه دمية تمثل الرضيعة ايمان التي قتلت بشظايا القذائف الاسرائيلية قبل يومين في قطاع غزة.