} قررت اربع دول عربية هي المغرب ومصر وتونس والاردن اقامة منطقة تجارية حرة موسعة على غرار السوق الاوروبية مفتوحة امام الدول العربية الاخرى وتكون نواة لسوق عربية مشتركة قبل سنة 2010 تحت رعاية جامعة الدول العربية. وقع وزراء خارجية المغرب محمد بنعيسى ومصر عمرو موسى وتونس محمد بنيحي والاردن عبد الاله الخطيب ما سمي ب"اعلان اغادير" في حضور العاهل المغربي محمد السادس وشقيقه الامير رشيد ووزراء خارجية الجزائر وليبيا وموريتانيا ومندوبين عن سورية ولبنان وفلسطين الذين شاركوا في اجتماعات مغلقة عقدت اول من أمس في مقر وزارة الخارجية للبحث في اقامة منطقة للتبادل الحر بين الدول العربية العشر المطلة على البحر الابيض المتوسط. وجاء في بيان اعلان اغادير انه تنفيذاً لقرارات القمة العربية المنعقدة في عمان القاضية بانشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، تقرر اقامة فضاء اقتصادي عربي موحد تمهيداً لاقامة التجمع الاقتصادي العربي الذي اقرته الجامعة العربية والذي يأخذ بعين الاعتبار الاتفاقات الثنائية واتفاقات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي ومبادئ اتفاقات منظمة التجارة الدولية. وقال وزير خارجية المغرب محمد بنعيسى ل"الحياة" ان المنطقة التجارية الحرة سترى النور في نهاية السنة الجارية أو مطلع المقبلة وستضم في البداية اربع دول تربطها اتفاقات ثنائية للتبادل الحر ولها معاهدات شراكة مع الاتحاد الاوروبي، على ان تبقى هذه المنطقة مفتوحة امام الدول العربية الاخرى الراغبة في الانضمام بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي. واضاف بنعيسى انه تم تكليف فريق عمل من خبراء الدول الاربع لوضع الاطار المؤسساتي والاليات الضرورية لاقامة هذه المنطقة. وأشار بنعيسى الى ان الدول الموقعة على الاعلان لها اقتصادات متقاربة وسبق لها العمل في اطار ثنائي وهذا سيعزز تنافسيتها التجارية الخارجية ويحسن فرصها التفاوضية مع الاتحاد الاوروبي "لان الاوروبيين انفسهم رئيس المفوضية رومانو برودي طلبوا الينا انشاء تجمعات اقليمية لتسهيل التفاوض معهم" على غرار مجلس التعاون الخليجي. واعتبر ان بقية الدول المتوسطية العربية الاخرى ستنضم الى المنطقة التجارية الحرة بمجرد استكمال بعض الاجراءات، لكنه لم يضع شرطاً بين توقيع اتفاق الشراكة الاوروبية والانضمام الى المنطقة العربية الحرة. وقال: "اننا نعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية وهدفنا فتح تنقل السلع والاشخاص والاموال بحرية كاملة داخل فضاء عربي يركز على المصالح الاقتصادية للمجتمع ويضع جانباً الخلافات الاخرى". واعتبر بنعيسى ان التقدم في مجال التعاون الاقتصادي يساعد على حل الخلافات السياسية المستعصية، في اشارة الى استمرار اغلاق الحدود بين بلاده والجزائر الراغبة في الانضمام الى المنطقة التجارية العربية الحرة. واكد ان المغرب سيقيم منطقة تجارية حرة لاحقاً مع كل من سورية ولبنان وموريتانيا. واعتبر وزير خارجية مصر عمرو موسى في تصريحات ل"الحياة" في الرباط ان المنطقة التجارية الحرة ضرورة في الوقت الراهن لمواجهة التحديات المختلفة في عالم تتحكم فيه التكتلات الاقليمية. وقال: "ان ما تم تنفيذه على مستوى العلاقات الثنائية قطع اشواطاً كبيرة وقد حان الوقت لتعميمه الى بقية الدول الاخرى". لكنه اكد ان صعوبات - لم يكشف عنها - تواجه بعض تفاصيل اقامة المنطقة التجارية العربية الحرة. وقال: "رغم الصعوبات هناك ارادة قوية للسير الى الامام. انه خيار لا بديل عنه لكسب الرهانات المستقبلية". وكشف انه سيسهر شخصياً عندما يتسلم مهام الامين العام لجامعة الدول العربية على دعم خطوات توسيع المنطقة التجارية الحرة وتعميق الحوار مع المجموعات الاقتصادية الاخرى. وكشف وزير خارجية تونس محمد بنيحي ان الاجتماع كان محصوراً في البداية بين الدول الاربع المؤسسة للمنطقة التجارية الحرة، لكن بلاده اقترحت اشراك ليبيا والجزائر في المداولات التي عقدت في الرباط في حين اقترح المغرب توسيع الاجتماع بدعوة سورية ولبنان وموريتانيا وفلسطين وهذه الدول تستعد بدورها لتوقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الاوروبي وتشكل جزءاً من الفضاء العربي المتوسطي. وقال مصدر مصري ل"الحياة" ان الدول الموقعة فضلت ان تتكون المنطقة التجارية الحرة في البداية بين الدول المعنية بها مباشرة وان تترك لبقية الدول الست الاخرى امكانية الانضمام في وقت لاحق تماشياً مع الاجراءات المصاحبة لشروط المنطقة الحرة. يذكر ان المنطقة التجارية العربية الحرة تضم في الوقت الراهن نحو 120 مليون مستهلك وتجمعها شراكات تجارية مع الاتحاد الاوروبي وهي ستعتمد في مبادلاتها على النقل البحري والجوي لتتجاوز مشاكل الحدود البرية المغلقة.