يشارك عدد من المرشحين العرب للمرة الاولى في الانتخابات الايطالية المقررة الاحد، الى جانب قوى اليسار - الوسط في مواجهة التحالف اليميني بقيادة رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني. ووصفت مصادر اليسار مشاركة العرب بانها تشكل "تحدياً لتفشي النزعات العنصرية" لدى بعض تيارات اليمين وفي مقدمها "رابطة الشمال" العنصرية التي سبق وتعهدت ب"تخليص إيطاليا من الدماء العربية والإسلامية غير الأوروبية"، كما تشكل "رداً على استعانة بيرلوسكوني بخبراء يهود في ماكينته الدعائية". راجع ص 7 وقال بعض المرشحين العرب انهم وجدوا في الأحزاب السياسية اليسارية المناخات الملائمة للدفاع عن حقوق جاليتهم ومصالحها المتنامية. وحصلت "الحياة" على بعض اسماء هؤلاء وبينهم السيد منصور تنتوش وهو ليبي الاصل يعمل في الجمعية العالمية الإسلامية ويعيش في مدينة ميلانو منذ اكثر من 35 عاماً، ورشح نفسه لدخول البرلمان نائباً عن "تجمع الزيتون" اليساري. كذلك ترشح الى عضوية البرلمان الدكتور محمود سرور وهو سوري الأصل يعيش في مقاطعة لابروتسو قرب روما منذ عام 1969 ويشغل منذ سنوات عدة، منصب عمدة إحدى المدن الصغيرة في المقاطعة المذكورة. وترشح سرور على لوائح حزب الديموقراطيين الأوروبيين الذي يمثل تيار الوسط السياسي المستقل ويقوده الزعيم النقابي السابق سيرجو دي انطوني والسياسي المخضرم جوليو اندريوتي. وترشح الدكتور فيصل الحائك وهو من أصول فلسطينية - أردنية ويعيش في روما منذ ثلاثين عاماً، عن الحزب الشعبي المتحالف مع "تجمع الزيتون" الى انتخابات المجلس البلدي في العاصمة. كذلك حملت لوائح الحزب الديموقراطي اليساري لانتخابات المجلس البلدي في روما، اسم السيد نادر رمضان اللبناني الأصل، والسيد مصطفى الحجار المولود في سورية والذي يعمل في الحقل التجاري. وقال عدد من الناشطين العرب في مجال الحملة الانتخابية ل"الحياة" ان المناخات السياسية العنصرية التي ظهرت اخيراً، اوجدت إصراراً من جانب الجالية العربية على "التصدي للمخاطر المتمثلة في الفوز المحتمل لرابطة الشمال والقوى الفاشية التي تسعى الى التقرب من اليهود". وأشار هؤلاء الى تقارير وردت في الصحف اخيراً، عن استعانة زعيم اليمين بخبراء يهود في "ماكينته الدعائية"، ما يجعله مديناً لهم في حال فوزه. كما اشاروا الى محاولات عدة قام بها جيانفرانكو فيني زعيم حزب التحالف الوطني الفاشيون الجدد سابقاً المتحالف مع بيرلوسكوني، للحصول على تأشيرة لزيارة اسرائيل التي رفضت طلباته المتكررة "بغية اذلاله وتطويعه". ويراوح عدد العرب في ايطاليا بين 800 الف ومليون شخص، موزعين في كل المناطق. ويقوم الحضور العربي في الجنوب الايطالي على ابناء الجالية التونسية الذين تعيش غالبيتهم في صقلية، فيما تعيش غالبية مصرية في الشمال ويعمل معظم ابنائها في قطاع الخدمات، علماً ان المغاربة يشكلون اكبر الجاليات العربية في ايطاليا ويصل عددهم الى 400 الف شخص، موزعين على كل المناطق.