في سابقة في تاريخ الجمهورية الإيطالية، اعتلى رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو منصّة رئاسة البرلمان لأداء القسم الدستوري للمرة الثانية، بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية واستجابته لمناشدة زعامات أكثرية الأحزاب المُمثّلة في البرلمان، بقيادة قارب البلاد في أمواج متلاطمة وإخراج إيطاليا من مأزق سياسي دخلته بعد الانتخابات النيابية التي نُظمت في شباط (فبراير) الماضي ولم تمنح أياً من الأحزاب أو التكتلات، غالبية في مجلس الشيوخ. نابوليتانو (87 سنة) الذي كان رفض بإصرار دعوات لترشّحه لولاية ثانية، أكّد أنه قَبِل المهمّة من «منطلق شعوره بالمسؤولية إزاء الوطن»، ودعا الأحزاب إلى أن تشعر بالأمر ذاته. علماً أن حركة «خمس نجوم» بزعامة الممثل الكوميدي السابق بيبّي غريلّو وحزب «يسار بيئة» المتحالف مع «الحزب الديموقراطي» اليساري، داعياً إلى انتخاب الخبير الدستوري ستيفانو رودوتا. واعتبر غريلّو إعادة انتخاب نابوليتانو «انقلاباً مؤسساتياً ماكراً» دبّرته الأحزاب التقليدية، ووصف البرلمان بأنه «كيان معطّل». واستُبقت إعادة انتخاب نابوليتانو باستقالة زعيم «الحزب الديموقراطي» بيير لويجي بيرساني ورئيسة الحزب روزي بيندي. وواجه الحزب احتجاجات واحتلالاً لمقاره، من أعضاء وأنصار له، احتجاجاً على انتخاب نابوليتانو واحتمال تشكيل حكومة توافق وطني تشمل «الحزب الديموقراطي» وحزب «شعب الحريات» بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني وحزب رئيس حكومة تصريف الأعمال ماريو مونتي. وتفيد تكهّنات باحتمال حدوث انشقاق في الحزب، ما يعزّز وضع بيرلوسكوني وقد يعيده إلى السلطة مجدداً. في غضون ذلك، أطلق ماتّيو رينزي، رئيس بلدية فلورنسا منافس بيرساني، حملة لإعادة تأسيس الحزب، داعياً إلى «عدم اللهاث وراء غريلّو، والاعتماد على الطاقات الداخلية، لإعادة بناء علاقة الحزب مع الناخبين والانطلاق من الحاجات الأساسية للناس». نابوليتانو الذي أظهر استطلاع رأي أنه يحظى بتأييد 55 في المئة من الإيطاليين، سيبدأ فور أدائه القسم الدستوري، مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، يُتوقّع أن يرأسها رئيس الحكومة السابق جوليانو آماتو.