كادت مأساة الطفلة ايمان حجو تتكرر أمس عندما اصيبت الرضيعة ريم أحمد 3 أشهر وأمها بشظايا قذيفة اطلقتها دبابة إسرائيلية على منزلهما في مخيم رفح، وعثر على جثتي مراهقين إسرائيليين في مستوطنة قرب بيت لحم، قتلا في ظروف غامضة. راجع ص4 وحض وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز أوروبا على مقاطعة الرئيس ياسر عرفات "أسوة بأميركا"، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي كولن باول توغل القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "مبالغاً فيه". ورأى بعض المحللين في تصريحه نقطة تحول في العلاقة بين البلدين. وبعد مرور أقل من 24 ساعة على دفن الطفلة ايمان حجو، توغلت القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، أمس، ودمرت مركزاً لقوات الشرطة الفلسطينية قرب الحدود مع مصر. وسلطت نيران دباباتها على مخيم رفح، فيما كانت الجرافات تمهد الأرض، فأصيبت الطفلة ريم وأمها عايدة أحمد إصابات بالغة، ونقلتا إلى مستشفى أبو يوسف النجار. وقال اللواء عبدالرازق المجايدة، مدير الأمن العام في غزة، إن "الجيش الإسرائيلي سلط قصفه على الحدود الفلسطينية - المصرية على مخيم رفح فأصيبت الطفلة وأمها". واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية 18 فلسطينياً في الضفة الغربية، في أعقاب العثور على جثتي مستوطنين مراهقين 14 عاماً في مستوطنة "تقواع" قرب بيت لحم، ورجحت بعض المعلومات أن يكون مقتل المراهقين جاء في إطار عملية سرقة أغنام من المستوطنة. لكن شارون حمّل عرفات مسؤولية الحادث الذي استنكره وزير الحكم المحلي صائب عريقات، كما استنكره السفير الأميركي في تل أبيب مارتن انديك وندد به البابا يوحنا بولس الثاني. وتصاعدت حدة التصريحات ضد السلطة الفلسطينية، فدعا وزير السياحة زعيم حزب "موليدت" المتشدد رحبعام زئيفي الملقب "غاندي" إلى قصف مقر عرفات وعدم السماح له بالعودة إلى غزة و"ترحيله مع طائرته إلى تونس أو أي دولة أخرى". ووجه زئيفي اللوم إلى الحكومة التي لم تصغ جيداً إلى "نصائحه ثم تبنت بعضها ومنها هدم المنازل التي تطلق منها النار...". وفي برلين، أعلن بيريز أن على أوروبا الضغط على عرفات "لكي يستخدم نفوذه ويوقف الهجمات على أهداف إسرائيلية". وأضاف: "لقد أبلغت الولاياتالمتحدةعرفات أن يبتعد عنها إلى أن يوقف العنف، ومن المفيد أن يشاركها الأوروبيون هذا الموقف". لكنه زاد أن على الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمه المالي للسلطة الفلسطينية: "إذا تبين أن الأموال لا تستخدم للارهاب". إلى ذلك، شددت واشنطن انتقاداتها لسياسة شارون، فوصف باول توغل القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بأنه "مبالغ فيه"، واعتبر محللون إسرائيليون هذا التصريح نقطة تحول في الموقف الأميركي تجاه تل أبيب التي رفضت دعوة من واشنطن لوقف الاستيطان الذي "يزيد الموقف المتفجر خطورة، وهو نشاط استفزازي". لكن الناطق باسم شارون رعنان جيسين اعتبر التصريحات الأميركية "ظالمة"، وقال إن تل أبيب "لا تبني مستوطنات جديدة، بل توسع القائم منها تلبية للنمو الطبيعي".