المتوحد فناء مدرسة، فناء مشمس ومستكين تحيط به أكواخ غطى الطحلب جدرانها، شجر الحور يرفع أفنانه الصفراء ممر طويل جداً وشجيرة ورد كأنها وردة /الزمن، المغيِّر الكيفي، الذي يغطي / برداء مبهم سكينة الأشياء جعل كل شيء حزيناً، حزيناً بضبابية، / إلا أنه حزن لامبالٍ وجميل. يرتفع الحور رائعاً ومزهواً، مموجاً الغصن المذهب والقوي فوق حزن الأشياء العذب. يحتقر الحور ما يمتد في الأسفل. يحتقر شجيرة الورد من دون ان ينظر إليها وهي تهديه العبير المقدس لورودها الأخيرة. أحب الدعة أحب الدعة وعندما أقطع عتبات الوحدة افتح عينيّ وأملأهما بعذوبة السلام أحب الدعة أكثر من كل أشياء هذا العالم أنا أجد في سكينة الأشياء غناء عظيماً وصامتاً. / محولاً بصري نحو السماء / أجد في ارتعاشات الغيوم، / في العصفور الذي يمر، وفي الريح / عذوبة الدعة الرائعة. الثورة عندما يضربها المطر والريح بالسوط، ترفع أشجار الحور صلاة وحشية ويبدو أنها تعرض على الجَلد الأسود / الشعر الكثيف لأفنانها الخضراء إلا أنها بالتالي، تتعب من توسل المستحيل / وفي لحظة ثائرة تقاوم منتصبة / بيأس، وبرغبة لا يمكن تحديدها / لتصير أكبر حتى لا تهزم. وفي الصراع المتوحش مع الطبيعة تأخذ هذا الاستعداد السامي للذين يشعلون ثورة. إلا أنها ستكون دائماً المهزومة الأبدية / وبانتصار تطلق الريح صفيراً مشؤوماً / الريح التي تلوي الغصين الوديع. ضجر ان نمشي حاملين الحب الضائع في الطريق، / والأحلام التي مضت وإشارات النسيان القدرية. ان نمشي في شك الساعات التافهة، ونفكر ان كل الأشياء صارت قاسية لتطيل لنا أكثر، الطريق المؤلم. ودائماً، دائماً، دائماً نذكر شذى الساعات التي تمضي بلا شك ولا قلق / لنترك بعيداً الكسل العقيم اللحظة النقية في الأرواح، يهدأ القلق، تهدأ الآلام وتنطوي كل العواطف الشاردة، الى الأرواح وصل عبير الأزهار مثل غناء تقي وعطر. تنطوي الأرواح على ذاتها. إنها قوية / تدفأت بكل الآلام البشرية. لا تخاف ولا تنتظر شيئاً، وعندما يأتي الموت / تنتظره كما لو أن أخاً يصل. / تختفي الرغبات المدنسة من العيون / ومثل حمامات هادئة تتوقف لترمز الى نقاء الأعماق. تهتز الأصوات مشبعة بنبرات رنانة، / لا قلق، لا رغبة. كل الأفكار تسمو فوق الألم الإنساني. الانتظار الأليم لم تأتِ المحبوبة، ولن تأتي، لم تصل اليدان اللتان كان يجب ان تصلا. / وحين تصلان ستزهر الأيام لتضيء حلاوة الحب العذبة. وتنطفئ كل الآلام. سيظهر القمر أكثر جمالاً خلف الجبل المثالي، وتنظر إليه العينان المفتونتان في اتحاد مشاعر، سامٍ وروحي. لم تأتِ المحبوبة، ولن تأتي، ولكن، في انتظار ان تصل، لنعش فرح امتلاك أمل زائد في الحياة. الآن، فوق الشكوك والمخاوف ونحن نخدع جرح الآلام العتيقة لننتظر المحبوبة التي لن تأتي أبداً. إحساس صف الكيمياء يكتب التلامذة علامات متوازية، ينقلون إشارات من كتاب الكيمياء يقرضني الضجر الذي يعض الرجل الذي يشعر بجرح الميتافيزيقيا. غُن كريه هو الصوت التربوي ...حامض دهني... كيمياء تركيبية... تعرج كثير، قبيح ونفسيّ في جلاتين طاقتي العلمية. على الزجاج، يترك المطر وُريداته وأنا أفكر، أفكر مثل شاعر أكرهه احياناً وأحياناً... أغار منه. الجرح، يا له من شيطان! عتيق يذوي / وفوق الكرسي يحني القلق رأسي... / قلق؟ ملل، ملل، ملل! منذ رحلتِ منذ رحلت، أشعر بالمرارة اللانهائية، لأني أخفيت عنك اموراً كثيرة، / لأني أخفيت عنك، شهيداً، هذا الحنان الدافئ الذي خبأته كما يمكن ان تختبئ الورود، / ولأني لم أقل لك الكلمات العطرة التي كنت أحملها باعتناء، خاضعة وراء شفتي، وأملت مراتٍ ان تُفلت مرتعشة، وقد تجملت دائماً في ابتسامة قاسية. أحتمل الآن وقد رحلتِ، الألم الشديد لأني أخفيت عنك، شهيد ذاتي، كنز العذوبة العظيم الذي أزهر في حبي... لكنني أعرف أنك لو عدتِ يوماً الى حياتي، وأنا أبحث بلا جدوى عن الكلمات الضائعة، ستطبق المرارة الخفية شفتيّ. حلم ضائع مثل حلم مزهر ترك لي تسكع قلق يرتعش في مشاعري، انتِ اختصرت كل أحلام صباي. بعد أسى، ابتعدت، / وفي البداية لم أشعر بشيء. كنت رحلت كما وصلت في مساء ما لتحيي قلبي الغريق في قعر خيبة أمل / ثمّ، تعطرت في بكائي، / وجعلتك رقة قلبي. أنت الآن جفاف غصة، خيبة أمل زائدة، شجرة عارية، ستورق غداً. الصلاة في الليل بلا قمر ولا حب، مثل يتيمين، أُغلقت عيناي. لقد أطل ارتعاش حزين / شيء ما مثل رِعدة، في الليل القاحل والصاخب تذكرت ضياء القمر العميق وهو يلقي فجره الأبيض فوق الأشياء، / بحزن عذب، وبلا مرارة تقريباً. وفي حمى رجاء متواضع سقطت فوق الأرض الطيبة، وفي السماوات الزرقاء، من أجل البشر المتعبين تمنيت أن أكون أنيساً مثل البدر. ومن أجل البشر الذين يعيشون لوحدتهم / ان أهبط لأمنح كل الضياء. وليشربوا، وليشربوا من النبع الصافي، / بلا كراهية، بلا تعب، بلا ألم ولا حزن. قصيدة وثنية مثل ثلم مستريح شعرت بجسدك يتفتح ليستقبل القربان الأعظم لكينونتي. ... أن أشعر، أن أتفتح، وآه أيتها الأرض! إني أغرق، أغرق، أغرق، هكذا مثل الشموس في المساء... والبذار الحار الذي ينحدر، ويسلِّم كنزه الغريزي لدفء ودم بينما في الفراغ ترتعش الأيدي العمياء، / لأنها لامست عناقيد البهاء. شموس خريف، رياح الشمال، فيض زغردات، من ضمّ يدي؟ من ضيّعني في الطريق؟ عنب أية دوالي عُصِر في أعماقي؟ ... والآن، بين الضباب الكلي لحواسي / أعرف أن جسدك ينتهي في حياتي العذراء / وأني هزمتك انا أيضاً، رغم هزيمتك لي. لا أشعر أني أتغير لا أشعر أني أتغير، بالأمس كنت كما أنا اليوم. يمضي الوقت بطيئاً على إلهامي وكل يوم يقل ارتيابي أكثر لم أكن يوماً ضحية أمر صغير عقلي يسقط الأغنية من شفتي يصرع شكوكي ويمحو اسمي. لم أتغير. أشعر بقليل من الكآبة أكثر، / بقليل من الضجر اكثر، أوحى بهما إليَّ البشر. لم أتغير. لا أتغير. أبي عجوز جداً. تزهر أشجار الورد، ترحل النساء، وكل يوم هناك طفلات أكثر لكل مجلس / لكل تعب، لكل طيبة. لكنني ما زلت كما أنا. في القبور العتيقة / يقضي الدود الغاضب على الألم، / يطلب كل البشر اموراً أكثر للغد، أنا لا أطلب شيئاً، ولا حتى قليلاً من الدنيا. / ولكن في يوم ما مُرٍّ، في يوم بعيد، / سأشعر بالغضب، لأني لا أمد يدي، ولا أرفع جناحيّ للتجدد. أجل، سأشعر ربما أكثر بقليل من الكآبة، ولكني في يقين الأزمة المتأخرة، سأنسج ربيعاً لقلبي. الترجمة والتقديم: ناديا ظافر شعبان