الحادث المؤسف الذي تعرّضت له الطائرة السودانية التي كانت تقل عددًا من المسؤولين والتنفيذيين السودانيين أمس الأول الأحد أول أيام عيد الاضحى، وأدّى إلى مقتل 32 شخصًا على رأسهم وزير الإرشاد والأوقاف المهندس غازي الصادق، وكذلك وزير الدولة للشباب والرياضة محجوب عبدالرحيم توتو، ووزير الدولة للسياحة والآثار والحياة البرية عيسى ضيف الله، إضافة إلى كوادر أخرى. يرتبطون بالجيش، وأمن الدولة، والإعلام الرسمي والذين كانوا في طريقهم إلى بلدة تلودي في ولاية جنوب كردفان للاحتفال بعيد الفطر مع القوات المرابطة هناك التي تواجه تمردًا مسلحًا للحركة الشعبية «قطاع الشمال» هذا الحادث لم يكن الأول للطيران السوداني خلال العشر سنوات الماضية، وبحسب الرواية الرسمية فالطائرة «الانتينوف» سقطت من جراء الأحوال الجوية السيئة، ولم تفلح في الهبوط في مطار البلدة، فاصطدمت بسلسلة الجبال المحيطة بالمدينة، وأعاد سقوط الطائرة للأذهان أحداثًا مماثلة لتحطم طائرات سودانية «عسكرية ومدنية» أدّت إلى مصرع عدد من المسؤولين الكبار في الدولة، ومن أبرز تلك الحوادث تحطم طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية السودانية أثناء الإقلاع في الإمارات عام 2009 كما سقطت طائرة شحن أخرى إثر إقلاعها من الخرطوم عام 2008. وفي فبراير عام 1998 سقطت مروحية عسكرية في جنوب السودان خلفت مقتل النائب الأول للرئيس السوداني الفريق الزبير محمد صالح. أمّا في يونيو/ حزيران 1999 فقتل 50 شخصًا بينهم ستة ضباط جراء تحطم طائرة عسكرية بعد إصابتها بعطل فني في ولاية كسلا، وفي أبريل/ 2002: لقي العقيد إبراهيم شمس الدين مساعد وزير الدفاع السوداني و14 ضابطًا مقتلهم إثر تحطم طائرة عسكرية نتيجة عاصفة. وفي يوليو/ تموز 2003 قتل 115 شخصًا في حادث تحطم طائرة سودانية عقب إقلاعها بوقت قليل من مطار بورتسودان، ولعل من أبرز حوادث تحطم الطائرت في السودان ما جرى لطائرة نائب الرئيس السوداني الأسبق وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان «جنوبية» العقيد جون قرنق في 30 يوليو 2005، حيث اصطدمت وهو قادم من يوغندا بسلسلة جبال زولياعلى بُعد 11 ميلاً بحريًّا جنوب غربي نيو سايت بجنوب السودان. وأدّى الحادث إلى انفلات أمنى كبير بالخرطوم، وقام أنصار قرنق الذين اتهموا الحكومة بتدبيره للتخلص منه باستباحة الخرطوم، وقتل عدد من الأهالي فيما اعتبرت الخرطوم مقتل جون قرنق «طبيعيًّا» وقع بسبب اصطدام الطائرة بجبل لسوء الأحوال الجوية.