احتشد عشرات الآلاف من السودانيين صباح يوم أمس امام مبني القيادة العامة للجيش في الخرطوم في مسيرة دعا اليها حزب المؤتمر الوطني الحاكم استنكاراً لاحتلال قوات المعارضة منطقة همشكوريب التي تعد أحد أهم مراكز تحفيظ القرآن الكريم في البلاد، ودعم الجهد العسكري في الشرق. وخاطب الرئيس عمر البشير المسيرة التي حضرها الامين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي في أول لقاء يجمع الاثنين منذ بدء صراعهما العلني نهاية العام الماضي. وإستقبل الحشد الترابي بالتكبير لدى وصوله الى مكان الاجتماع. ووقف الزعيم الاسلامي قرب البشير ورددا معاً الهتاف ورفع الايادي. ويزور الترابي اليوم منطقة كسلا. وتحدث أمام المسيرة أيضاً أمين الحزب في ولاية الخرطوم ياسين عمر الامام ووالي الخرطوم مجذوب الخليفة. وردد الحضور هتافات التكبير والتهليل والانتقاد لقيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي تخوض قواته معارك ضد الجيش السوداني في شرق البلاد. واعلن البشير في كلمته ان الحكومة والجيش وقوات الدفاع الشعبي "تعمل حالياً لطرد المعتدين في الشرق وخصوصاً مدينة همشكوريب". وقال ان حكومته "لن تحاور من يرفع السلاح امامها في الحدود الجنوبية والشرقية من المتمردين والمعارضين". وحمل البشير بعنف على متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" وزعيمهم العقيد جون قرنق معتبراً أن تصريحاته عن استعداده للعمل داخل الخرطوم "وهم". وتحدث البشير عن "شهداء الانقاذ" وخص بالذكر منهم نائبه الاول السابق الزبير محمد صالح الذي قتل في حادث تحطم طائرة في الجنوب قبل عامين. وجدد البشير رفض الحكومة السماح لاي معارض يحمل السلاح بممارسة اي عمل سياسي في الداخل، مشيداً حزب الامة الذي نقل نشاطه السياسي الى داخل البلاد أخيراً. وهتفت الجماهير طويلاً تحية لهذا الحزب ورئيسه السيد الصادق المهدي. وجدد البشير تأكيده مضي حكومته في طريق الوفاق الوطني "وقبول التحاور مع كل من يضع البندقية ويقتنع بمبدأ التفاوض". وشدد على تمسك حكمه بالشريعة الاسلامية.