شارك أكثر من 200 ألف سوداني أمس في تشييع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق الزبير محمد صالح وضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية في مياه نهر السوباط قرب مدينة الناصر، كما وصل الى الخرطوم وفد مصري كبير للتعزية. وأمّ المصلّين في الخرطوم الدكتور حسن الترابي رئيس المجلس الوطني الذي أعلن قبيل الصلاة ان العميد أروك طون أروك القائد السياسي والعسكري الجنوبي البارز كان أشهر اسلامه ولم يعلن ذلك. ونفى وزير الاعلام الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير وهو من الناجين من الحادث ما أدعته "الحركة الشعبية لتحرير السودان" عن اسقاطها الطائرة، وأوضح تفاصيل سقوط الطائرة وعدد الضحايا والناجين. وكانت الحركة تراجعت عما أعلنه احد الناطقين باسمها عن انها وراء اسقاط الطائرة. الملك فهد يعزي البشير بوفاة الزبير وفي الرياض واس بعث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس ببرقية تعزية الى الرئيس السوداني بوفاة الفريق الزبير محمد صالح. وبعث الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، والأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي، ببرقيتين مماثلتين الى البشير. وشارك في تشييع نائب الرئيس السوداني الرئيس عمر البشير الذي بدت عليه علامات الحزن لفراق رفيق دربه لأكثر من 35 عاماً. وتحرك موكب التشييع تتقدمه النعوش السبعة من الساحة الخضراء حتى مقابر حي الصحافة جنوبالخرطوم حيث اكتملت مراسم التشييع والدفن امام حشد هائل من الحضور لم تشهد البلاد مثله في تاريخها. وتحدث وزير الاعلام الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير لدى تقبل التعازي في القصر الجمهوري عن شخصية الفريق الزبير محمد صالح، ونفى بشدة ما أعلنه الجيش الشعبي لتحرير السودان عن اسقاط الطائرة. وقال: "هذه واحدة من افتراءات حركة التمرد. ولو أصابوا الطائرة لما نجا منها 31، كما هو معروف. والطائرة اقلعت من مطار ملكال في السابعة صباحاً، وبعد ساعة، وفيما كانت تستعد للهبوط في مطار الناصر أصبحت الرؤية غير واضحة، واشتدت الرياح. ولم يتبين قائد الطائرة علامة اتجاه الريح كي تهبط في اتجاه الرياح وليس عكسها، فإذا بالطائرة ترتطم بالأرض وترتفع لتسقط في مياه نهر السوباط، واستشهد من استشهد غرقاً وليس لأي سبب آخر". وتلقى الرئيس السوداني مكالمات هاتفية وظهر على شاشة التلفزيون الذي كان ينقل مراسم العزاء وهو يرد على مكالمتين هاتفيتين من الملك حسين والعقيد معمر القذافي. كما تسلم برقية تعزية من رئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي وكذلك برقية مؤثرة من الرئيس السابق جعفر نميري وصف فيها نائب رئيس الجمهورية الراحل بأنه "عمل وجاهد من أجل السودان ووحدته". وكذلك تسلم برقية تعزية من الرؤساء حسني مبارك وعلي عبدالله صالح وصدام حسين ومن الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والأمين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد. ووصل الى الخرطوم أمس وفد مصري رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري للتعزية بمقتل نائب الرئيس السوداني في تأكيد لنجاح نائب الرئيس الراحل في اعادة العلاقات المصرية - السودانية الى وضع جيد بعد توتر طويل. وسحب الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق زعمه اسقاط الطائرة التي كانت تقل نائب الرئيس السابق و57 من المسؤولين. ونعى السيد صادق المهدي رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الأمة المعارض صالح وبقية القتلى، وقالت مصادر في حزب الأمة لپ"الحياة" ان مسؤولين كبيرين في الحزب هما وزير شؤون رئاسة الوزراء السابق صلاح عبدالسلام الخليفة وحاكم اقليم دارفور الدكتور عبدالنبي محمد أحمد قدما العزاء للرئيس السوداني في القصر الجمهوري مساء أول من أمس. وضم الوفد المصري وزير الاعلام السيد صفوت الشريف والوزير كمال الشاذلي ومسؤولين آخرين. وعقد الوفد اجتماعاً مع البشير في القصر الجمهوري ثم توجه الى منزل صالح لتقديم العزاء. وكان في استقبال الجنزوري وزير الداخلية مستشار الرئيس العميد بكري حسن صالح ورئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار ووزير الاعلام ووزير الدولة في وزارة الخارجية مصطفى عثمان ووزير العدل عبدالباسط سبدرات وسفير السودان لدى مصر أحمد عبدالحليم. وقال الصادق المهدي في بيان أصدره أمس وتلقت "الحياة" نسخة منه: "بلغنا نبأ وفاة الفريق الزبير محمد صالح وطائفة من زملائه، ومهما كان موقفنا معهم من خلاف في الحياة الدنيا، فإنا نسأل لهم الرحمة … ان الموت عظة كبيرة للأحياء وعلى الذين بقوا على قيد الحياة من أهل النظام الظالم ان يتأهلوا وهم يتحاملون على الذين خرجوا من الوطن وحملوا السلاح ضدهم لاسترداد حقوق الشعب المغصوبة، ألم يجبروهم على ذلك بما فرضوا عليهم من ظلم". وزاد: "وهناك عظة أخرى هي انهم أقاموا الحكم على القوة الباطشة ففرقوا كلمة أهل السودان وصيروهم اما قاتل او مقتول". وتراجع قرنق عن اعلانه اسقاط الطائرة وقال مسؤول الاعلام في حركته جون لوك في نيروبي أ ف ب امس "ان الجيش الشعبي لم يسقط الطائرة لأن ليس لديه جندي واحد في منطقة الناصر". وكان مسؤول الحركة في القرن الأفريقي الدكتور جستن ياك قال ان مضادات الحركة اسقطت الطائرة قرب مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني.