الجزائر - "الحياة" -امتدت "هزة" المواجهات في الجزائر بين السكّان البربر وقوات الأمن للمرة الأولى أمس الى العاصمة ومحيطها، بعدما كانت محصورة في ولايات القبائل. وفي حين انتشرت وحدات من الجيش في نقاط حساسة واعتُقل حوالى مئة من المشتبه في قيادتهم الإضطرابات، بدا ان مقتل عشرات المواطنين والعسكريين في المواجهات الدموية يُهدد بفرط عقد الإئتلاف الحكومي المؤيد للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. إذ أعلن زعيم "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية" الدكتور سعيد سعدي انه لا يعتقد ان البقاء في حكومة الرئيس بوتفليقة ممكن راجع ص 6. وقال سعدي في مؤتمر صحافي أمس: "أعتقد انه لا يمكن البقاء في حكومة تُطلق الرصاص الحي على أبنائها". وأوضح ان اللجنة الوطنية للحزب ستعقد غداً اجتماعاً استثنائياً تُناقش فيه التطورات وإمكان الإنسحاب من الحكومة. لكن بعض المصادر اعتبر ان تهديد سعدي غير جدي، وموجّه في الدرجة الأولى الى مناصري حزبه. والتجمع حزب علماني التوجه ناشط خصوصاً في مناطق القبائل، ويتنافس وجبهة القوى الإشتراكية التي يقودها حسين آيت أحمد، على زعامة البربر الجزائريين. وأصدرت رئاسة الجمهورية مساء أمس بياناً أقرت فيه ب"خطأ" قوات الأمن في مقتل الشاب البربري الذي كان شرارة الأحداث. لكن البيان نبه الى ان أطرافاً تسعى الى التحرش بالشباب ودفعهم الى تأزيم الوضع. وأوقعت المواجهات الخطيرة في مناطق القبائل خمسين قتيلاً وحوالى سبعمئة جريح. ولم يستطع وزير الداخلية يزيد زرهوني الانتقال براً الى مدينة تيزي وزو، فعاد الى العاصمة. في باريس أ ف ب، أكد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين لاذاعة "راديو جي" ان قيام الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان بزيارة رسمية للجزائر "لا يزال وارداً مبدئياً، لكن الزيارة ليست من القضايا الحالية". وقال ان "التاريخ بين فرنساوالجزائر لا يخول الى فرنسا توزيع شهادات حسن سلوك واملاء ما يجب فعله واعطاء الدروس، واصدار احكام بالادانة". وأضاف: "كلما تلفظنا بكلمة تم تأويلها وتشويهها وتضخيمها وانقلبت ضد الذين نريد مساعدتهم". ورأى ان الجزائر تعيش "مأساة مريعة نريد ان تخرج منها، ولكن ليست لدينا حلول جاهزة. لا نستطيع ان نكون آلة تقرر وتحسم، فالوضع معقد جداً".