بيروت "الحياة" أكد رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري أمس، في ما يشبه الهجوم المضاد على المطالبين بخروج الجيش السوري، ان البحث في هذا الموضوع لا يتم في ظل الضغوط، بل في ظل التهدئة. وعلمت "الحياة" ان وصول تحرك وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس الذي كان التقى الرئيس بشار الأسد، في اطار مبادرة تهدف الى ايجاد صيغة تعالج الخلل في العلاقات الثنائية، الى نتائج عملية، مشروط بالتهدئة ووقف الحملة الضاغطة على الجانب السوري. وذكرت مصادر ان بطرس الذي ينتظر ان يلتقي اليوم رئيس الجمهورية اميل لحود لتبادل الأفكار في الاقتراحات الممكنة لتنفيس الاحتقان في الموقف المعارض للوجود السوري، يدرك ان التهدئة عامل رئيسي في نجاح اي جهود يقوم بها، كان الأسد أعرب عن استعداده لدعم قيامه بها. ودعا بري امس الى "اخراج موضوع الوجود السوري من التداول والا سيبقى ممنوعاً من الصرف الى ما شاء الله" يقصد انه لن يكون وارداً البحث فيه. واعتبر ان "أي موضوع مطروح للحوار امر مرحب به ولكن من داخل المؤسسات". ورأى ان "الاستنجاد بسورية حيناً والاستعداء لها دائماً ليس فيه مصلحة للبنان ولسورية، وان استمرار هذا الطرح غير مقبول. فلنخرج سورية من اللعبة اللبنانية الداخلية والاستعداد للحوار في كل الأمور الأخرى مقبول ومطلوب". وقال في لقاء عقده مع اعلاميي المجلس النيابي، ان البطريرك الماروني نصرالله صفير "لم يتكلم على الوجود السوري بل على اعادة الانتشار"، وان "ما يرغب فيه شيء وما يرغب فيه كل فريق، شيء آخر. هناك فريق من ذوي المصالح الذين لم يصلوا الى مصلحتهم، نيابية كانت ام وزارية ام وظيفية، فصبوا نقمتهم على المؤسسات، وهذا حقهم. ولكن ليس من حقهم التعرض للمقامات والاشخاص". وقال: "ان تعرضهم لسورية ولخطوط لبنان الاستراتيجية امر لا يمكن السكوت عنه". وسأل: "من أوقف القتال في لبنان على كل الصعد وشيّد الجيش وحمى المقاومة؟ ومن أوقف الادارة المدنية عندما أرادها بعضهم تمهيداً لأوطان داخل الوطن؟" وصرح الرئيس الحريري بأن "العلاقات اللبنانية - السورية لا تبحث باستمرار التحريض والتشنج والعداء ضد سورية"، مشيراً الى أن "بعض الذين يقودون هذه الحملة لم يلتقط الاشارات الايجابية التي أوردها الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، ولا في مبادرة اطلاقه جميع الموقوفين اللبنانيين في السجون السورية". وسأل: "كيف يوفق الذين يحرضون ضد دمشق بين مواصلتهم حملات التعبئة ودعوتهم الى علاقات ودية ومميزة معها؟" وقال الحريري، أمام زواره، في لقاء جمعه مع عدد من السفراء الاجانب: "اذا كان هناك أي خلل في العلاقة اللبنانية - السورية، فانه لا يبحث الا في اجواء هادئة. ولا مصلحة لأحد في التصعيد السياسي الذي يولد حالاً من التشنج نحن في غنى عنها في هذه الظروف التي تحتم رص الصفوف".