اطلع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود من وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس أمس على نتائج لقائه الثلثاء الماضي، الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، للبحث في سبل معالجة الثغر في العلاقات اللبنانية - السورية. وقالت مصادر مقربة من لحود ان اللقاءات ستتوالى بين لحود وبطرس لمواصلة البحث في افكار عدة. وأفاد أحد المسؤولين اللبنانيين "الحياة" ان ما نقله بطرس عن الأسد عن ضرورة مقاربة العلاقة اللبنانية - السورية بشموليتها ومعالجتها بروح وطنية لا طائفية، "يعني من وجهة نظرنا ان بطرس سيتابع مهمته وقد أقر مسبقاً بأن أي اجراء في هذا الصدد رهن بالسلطة اللبنانية ذات الاختصاص وفقاً للتراتبية الدستورية". ولفت الى "تشجيع سوري لبطرس على المهمة التي يقوم بها، وهي مهمة وطنية تتجاوز هذا الفريق أو ذاك، الى الرؤية الشاملة التي تطمح الى تصحيح العلاقة من زاوية توثيقها وتطويرها ومعالجة أي خلل يعتريها، حفاظاً على المصلحة المشتركة للبلدين". ورأى المسؤول اللبناني ان مجرد لقاء بطرس الأسد، يعني اسدال الستار على أي مبادرة اخرى تردد بعد استقبال الرئيس السوري عدداً من الشخصيات اللبنانية انها مكلفة اياها، في شأن العلاقة الثنائية. ويؤكد المسؤول ان بطرس "ليس وسيطاً بين سورية وفريق من المسيحيين يعبر عن وجهة نظره في غالب الأحيان البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير"، مشيراً الى أن بطرس "ليس في وارد القيام بمثل هذا الدور وكذلك سورية التي تحرص على معالجة أي خلل في اطار المؤسسات الدستورية". وأكد ان بطرس وإن كان يحتل موقعاً بارزاً وأساسياً بين المسيحيين، يمثل موقعاً اشمل على الصعيد الوطني من دون ان يعني هذا انه غير راغب في التواصل مع غالبية الأطراف المحليين للوقوف على آرائهم. وهذاما قام به خلال المدة الفاصلة بين اجتماعيه الأول والثاني مع الأسد". وأشار الى "ارتياح دمشق الى مهمة بطرس، تقديراً منها لرؤيته الشاملة ولدوره في الحياة السياسية من خارج اللعبة التقليدية"، مؤكداً انه ينطلق من مهتمه "على أساس عدم الفصل بين الوضع اللبناني والتطورات الجارية في المنطقة بعد وصول آرييل شارون الى رئاسة الحكومة في اسرائيل، اضافة الى انه موضع ثقة من اللبنانيين". واعتبرت مصادر مطلعة على نتائج زيارة بطرس في هذا السياق "ان طرح اعادة انتشار الجيش السوري في لبنان لا يتم في مثل الأجواء الراهنة في المنطقة". وأوضح المسؤول ان "بطرس حرص في تصريحه بعد اجتماعه مع الأسد على اعطاء اشارة واضحة مفادها ان مهمته ليست على حساب العلاقة بين المؤسسات في الدولتين وبالتالي على حساب رئاسة الجمهورية". الى ذلك، اعتبر النائب المعارض الدكتور البير مخيبر ان الكلام الذي ورد في تصريح بطرس وما نقله عن الأسد في شأن التصور الاستراتيجي لمواجهة الاحتمالات الاقليمية حيال دعاة تصحيح العلاقة بين لبنان وسورية، وتمنى الأسد تكثيف المشاورات في جو ينفس الاحتقان الفئوي، "يشكل خطورة كبرى". ودعا الى "الابتعاد عن كل ما يجعل لبنان مسرحاً جديداً للحرب...". ورأى ان "المعارضة اللبنانية وهرمها الشعبي لها سياستها، وترى عدم مناقشة العلاقات مع سورية الا بعد جلاء جيشها عن لبنان، لأن الوجود العسكري عقبة أمام التفاهم". وكان لحود استقبل السفير الاميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد الذي أطلعه على نتائج محادثات مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ادوارد ووكر في المنطقة. وينتظر ان يجري لحود اليوم تقويماً عاماً للأوضاع مع كل من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري والاجراءات المتفق على اتخاذها على الصعيد الاقتصادي. وفي هذا الإطار، قال الحريري في حديث الى وكالة الصحافة الفرنسية في بيروت ان لبنان "بات على الطريق الصحيح للنهوض باقتصاده وتجنب أزمة مالية، بدعم المجموعة الدولية وإجماع اللبنانيين الواسع". وأكد أن "وضع المصارف اللبنانية متين كما استنتج صندوق النقد الدولي أخيراً وأن في إمكانها الاستمرار في تمويل الدولة..." واستبعد احتمالات خفض قيمة الليرة اللبنانية لافتاً الى أن "الدول الخليجية أودعت اكثر بقليل من بليون دولار في مصرف لبنان لمساعدة بلدنا". ويعتبر الحريري أنه أقنع لحود وبري بخطته الاقتصادية، قائلاً: "جميعنا في الزورق نفسه ونتولى مجتمعين خطة إنقاذ". وكان لحود بحث مع رئيس المجلس النيابي الكوبي ريكاردو دي كسادا في العلاقات اللبنانية - الكوبية. والتقى دي كسادا في ساحة النجمة نظيره اللبناني نبيه بري ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعدداً من النواب.