تتداول الاوساط السياسية في بيروت سيناريواً لتهدئة الاجواء المشحونة بعد من شهرين من السجال حول العلاقات اللبنانية السورية والوجود العسكري السوري في لبنان. راجع ص5 ومع التكتم الذي احاط بلقاء رئيس الجمهورية إميل لحود مع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، أمس، وهو الثاني خلال أقل من اسبوعين، ظل بارزاً ان دمشق تفضل حصر البحث في العلاقة الثنائية بالرئاسة الأولى وتشترط تهدئة الحملة العنيفة عليها من اجل ايجاد مخرج لمشاركة صفير في استقبال البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته لسورية الاسبوع المقبل. ويتحدث اصحاب المساعي عن مجموعة أفكار سمح بتداولها تراجع التراشق الاعلامي والسياسي ، وقرار سوري على أعلى المستويات بالانفتاح على البطريرك صفير بعد رسالته في عيد الفصح. ويعتقد بعض المطلعين ان دمشق نجحت في اقناع معظم القوى التي انتقدتها بمسألتين مهمتين: الأولى ان الحوار معها في القضايا الثنائية يتم عبر المؤسسات ولا سيما منها رئاسة الجمهورية. والثانية هي ان الوضع في المنطقة ومرحلة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون خطرة الى الدرجة التي اثبتتها احداث الأسبوع الماضي. وهو ما يجعل القيادة السورية لا تقبل أي ضغط عليها في لبنان يوحي بأنها تتهاون في وقت عليها مواجهة التطورات الاقليمية بتشدد. ويرتكز السيناريو الايجابي على مواصلة البطريرك صفير لهجته الهادئة، من دون تغيير موقفه من مطلب اعادة الانتشار السوري. ويأخذ لحود على عاتقه البحث في القضايا المتعلقة بالعلاقات مع سورية، فاذا استمرت الجبهة السياسية هادئة على هذا الصعيد، قد تستأنف القيادة السورية، بعد مدة، ربما مطلع الصيف وبشكل غير معلن، ومن دون ضجة، الخطوات التي كانت بدأتها منذ نيسان ابريل من العام الماضي باخلاء الكثير من المواقع والنقاط التي تتمركز فيها قواتها. وبعد ان تقطع هذه شوطاً يبدأ التحضير لاجتماع للمجلس الأعلى اللبناني السوري للبحث في القضايا السياسية والأمنية. أما في ما يتعلق بمطلب العفو عن قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع وعودة العماد ميشال عون من فرنسا، فإن الرئيس لحود يتولى التأكيد للبطريرك ان اي تقدم ايجابي في هذا الصدد يحتاج الى اتفاق سياسي متعدد الأطراف محلياً وخارجياً. ماذا عن زيارة البطريرك صفير دمشق؟ المعنيون اكدوا ان الأمر متروك له، وان قرار الانفتاح عليه لم يعد متعلقاً بحصول الزيارة او عدمه، على رغم انه اذا زار العاصمة السورية فسيعطي حرارة اكثر لهذا الانفتاح.