نشرت "الحياة" في عددها الصادر في 31 اذار مارس كلمة للدكتور عبدالعزيز بن أحمد الحميدي حول الأصنام والأوثان البوذية التي دمرتها حكومة طالبان. وهي كلمة تستدعي التأمل والتأويل لقصورها وافتقادها الى الموضوعية والتوثيقية والوعي الحديث. يقول الدكتور: ونظرنا في المستنكرين فوجدنا ما يأتي: استنكرت الهند، واستنكرت ايران... وتناسى أن غالبية الدول العربية والعالمية قد استنكرت ذلك، ومنها على وجه الخصوص تركيا وباكستان... فقفل عن تبيان أسباب استنكار هذه الدول من الشرق والغرب... إن الدكتور يقول: إن بوذا نفسه كما تقول كتب الديانات كان في الأصل رجلاً مجوسياً. وينسى الدكتور أن المجوس هم من أصحاب الديانات وهم أهل كتاب. تقول الآية الكريمة 17 من سورة الحج: "إن الذين آمنوا "والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس "والذين أشركوا "إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء قدير" صدق الله العظيم. يبرر الدكتور استنكار ايران ويعزوه الى أن ايران تميل الى بناء الأضرحة. ومع الأن الأضرحة غير الأصنام، ومع ان العالم العربي والعالم الإسلامي يغص بآلاف الأضرحة، إلا ان الدكتور فاتته الحقيقة التالية: إن أول قبة أقيمت لضريح في الإسلام، هي القبة التي بناها الخليفة الأموي معاوية لضريح وقبر الخليفة الثالث عثمان بن عفان... فكانت تلك أول قبة رفعت في الإسلام، ثم صارت على ما يبدو سنّة الى يومنا هذا. بقي أن نقول استطراداً: لا تزال هناك تماثيل وأصنام وأحجار ورثناها من عهد الجاهلية الأولى، الى جانب جيل جديد من التماثيل والأصنام والأحجار، لا تزال تتوالد الى اليوم. والأمة العربية أمة ولود لا تلد تماثيل وأصناماً وأوثاناً من حجر، ولكن من لحم ودم ومخالب وأسنان! وفي العراق وحده الآن 300 صنم لصدام تنتصب الى جانب صدام حسين نفسه. القاهرة - احمد زين الدين