إسلام آباد - رويترز - حذرت دراسة للامم المتحدة ان افغانستان تواجه ازمة انسانية متفاقمة هذا العام، لعجز المزارعين الذين طحنهم الفقر عن الاستفادة من نصف الاراضي القابلة للزراعة بسبب القحط ونقص البذور. وأظهر استطلاع أجراه برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في 24 اقليماً افغانياً ونشرت نتيجته امس، ان ثلث المزارعين الذين شملهم قالوا انهم يزرعون اقل من نصف الأراضي التي يزرعونها عادة. وقال جيرارد فان ديك مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في افغانستان في مؤتمر صحافي: "التوقعات القاتمة للمحصول هذا العام قد تؤدي الى وضع انساني اسوأ من العام الماضي". وحذر مسؤولو الاممالمتحدة من تفاقم الازمة الانسانية في افغانستان. وبدأ مئات الآلاف من الافغانيين يهجرون زراعاتهم وقراهم بحثاً عن الغذاء والمأوى في مدن اكبر. ومن المحتمل ان يؤدي تناقص عدد المزارعين العاملين في الاراضي الى زيادة ازمة الغذاء. وقال عمال اغاثة ان نقص العمالة والازمة الاقتصادية التي سببتها 21 عاماً من الحرب وأسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ ثلاثين عاماً، حولت نصف مليون افغاني الى مشردين في بلادهم. وفرّ اكثر من 200 الف شخص الى الدول المجاورة معظمهم الى باكستان التي ترفض حالياً استقبال اي لاجئ جديد، متذرعة بنقص الموارد اللازمة لتوفير الغذاء والمسكن لهم. واعلنت الاممالمتحدة انها تحتاج الى اموال اكثر مما طلبته في السابق لمساعدة العدد المتزايد من اللاجئين الافغان. ويخشى من تفشي الاوبئة وحدوث مزيد من الوفيات في حال عدم توافر مزيد من اموال للمساعدات الانسانية. وقال دنيس مكنامارا المنسق الخاص للامم المتحدة لمشكلة التشرد الداخلي في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد اول من امس، ان الاممالمتحدة ستعدل طلبها الخاص بالمساعدات المخصصة لافغانستان لعام 2001، لاضافة زيادة على المبلغ الذي طلبته اساساً، قدرها 250 مليون دولار. وقال فان ديك ان ما يقارب نصف سكان افغانستان البالغ عددهم 21 مليون نسمة، تأثروا بالقحط وان ثلاثة ملايين شخص تقريباً باتوا يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. وتابع انه من المبكر جداً التنبؤ بالعجز الفعلي في الغذاء في افغانستان لهذا العام ولكن النقص قد يكون اكبر من العام الماضي عندما واجهت افغانستان فجوة بين الانتاج الذي بلغ .32 مليون طن من القمح، والحاجات التي ناهزت .14 مليون طن. وقال ديك ان عدد رؤوس الماشية في بعض المناطق انخفض بنسبة 70 في المئة، ما ترك للمزارعين قليلاً من سبل العيش في حال عجز المحاصيل عن مدهم بأسباب الحياة. واشارت الدراسة الى ان اقاليم نيمروز وجوزجان وزابول وغور وقندهار كانت من بين الأكثر تاثراً وتراجعت فيها الزراعة بنسبة 57 في المئة، فيما تراجعت الى 50 في المئة في هراة وباد غيث وكابول وفارياب.