عادت قضية الخلاف بين الجانبين المصري والاميركي المشاركين في التحقيقات في سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" قبالة السواحل الشرقية الاميركية نهاية شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي الى الضوء مرة اخرى إثر أنباء عن اصرار الجانب الاميركي على عدم وجود دليل من ان احدا كان داخل قمرة القيادة مع مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي قبل واثناء الكارثة عندما تم فصل جهاز الطيران الآلي. وافادت مصادر مصرية مطلعة ان المحققين المصريين قدموا ادلة جديدة في محاولة لإثبات ان البطوطي لم يكن وحده في القمرة عندما بدأت الطائرة رحلة السقوط المفاجئ. وذكرت المصادر ان المحققين المصريين اوضحوا أن شريط تسجيل القمرة يشير الى صوت آخر داخلها قبل دقيقة واحدة من السقوط يقول صاحبه "تحكم في الضوء عاود تحكم فيها" غير انه لم يتسن تحديد صاحب هذا الصوت. ورجح المحققون المصريون ان تلك الكلمات "تعني ان شخصاً آخر داخل الطائرة"، واشارت المصادر الى ان خبراء شريط التسجيل "لم يتمكنوا من تحديد بعض الكلمات الاخرى التي قالها صاحب هذا الصوت على وجه التحديد"، كما اشار المحققون المصريون الى وجود ادلة اخرى على وجود تعاون بين طاقم الطائرة لانقاذها. وقالت ان المحققين المصريين لفتوا الى ادلة تشير الى وجود تعاون بين البطوطي وأحد افراد الطاقم الاخرين لانقاذ الطائرة وذلك عقب عودة قائد الطائرة الى القمرة. وأوضح المصريون ان مسجل الصوت يشير الى ان شخصاً ما داخل القمرة قال "اغلق المحرك"، ورد عليه شخص اخر بقوله "المحركات مغلقة" وابلغ الجانب المصري المحققين الاميركيين بأن ذلك يعد دليلاً على وجود تعاون بين افراد الطاقم. واضافت المصادر ان المحققين المصريين شرحوا بالتفصيل ثلاث نقاط، انه لا يوجد دليل على انتحار جميل البطوطي حيث كان في روح معنوية عالية قبل بدء الطائرة رحلتها من نيويورك الى القاهرة وكان يحمل معه اطارين وبدت عليه السعادة للعودة الى الوطن، كما انه كان معه فياغرا، ولو صح انه بدأ عملية هبوط الطائرة فإن هناك احتمالاً قوياً انه فعل ذلك للتعامل مع عيب فني مفاجئ وشيء آخر شاهده هو وأحد أفراد الطاقم داخل او خارج كابينة القيادة. والنقطة الثالثة هي ان طائرات "بوينغ 767" واجهت بعض المشاكل التي تتعلق برافعات التحكم ومن ثم يتعين على هيئة سلامة النقل الاميركية ان تبحث احتمال تسبب تلك الرافعات او عيب ما في ذيل الطائرة في الهبوط المفاجئ الذي تعرضت له الطائرة.