قتل نائب الحاكم المدني للجمهورية الشيشانية وممثلها في الشرق الأوسط آدم دينييف وهو سياسي ورجل دين، تلقى دروسه في العراق ودول عربية أخرى. ووجهت اتهامات الى الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف بتدبير الحادث. واذاعت وكالة الأنباء الروسية ان عبوة ناسفة انفجرت في استوديو التلفزيون المحلي في بلدة أفتوري حيث تقيم عائلة دينييف. وأدى الحادث الى مصرعه فيما كان يتلو آيات من القرآن الكريم ليلة أول من أمس. وكان دينييف درس أصول الدين في دول عربية، وبدأ يمارس السياسة وسمى نفسه "الخليفة" وشكل جمعية باسم "أدام الله البشرية". وأعلن معارضته للرئيس الراحل جوهر دوداييف واعترض على الدعوة الى الانفصال عن روسيا، ما دفع خصومه الى اتهامه ب"العمالة" للاستخبارات الروسية. وعين دينييف قبل أشهر، نائباً للحاكم المدني أحمد قادروف ومبعوثاً عنه في الشرق الأوسط وافريقيا. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مصادر في الادارة المدنية انه تمكن من اقناع الأطراف العربية والاسلامية بتقليص أو وقف المساعدات المالية للمقاومة، واعتبر ذلك دافعاً رئيسياً لمحاولة اغتياله. وذكر أحمد قادروف ان اصلان مسخادوف يتحمل المسؤولية المباشرة عن مصرع دينييف، وانه "مسؤول عن دمه أمام أقاربه"، وهذا يعني ان العشيرة التي ينتمي الىها القتيل يمكن أن تسعى للثأر له وفق التقاليد المتبعة في الشيشان. وأكد الناطق باسم وزارة الأمن الكسندر مزدانوفيتش ان مسخادوف أمر بقتل دينييف "راضخاً لضغوط" من القائد الميداني العربي الأصل "خطاب". وأوضح ان الأخير لا يهمه أن يقتتل الشيشانيون ولذا فإنه يحرض على "عمليات ارهابية". إلا أن رئيس النيابة العامة الروسية في الشيشان فيكتور داخنوف رفض ان يؤكد تورط مسخادوف، وقال ان هناك "احتمالات يجري درسها". وأشار مراقبون الى وجود صراعات داخل القيادات الشيشانية المتحالفة مع موسكو. ومن المعروف ان دينييف كان ترأس لجنة كلفت التحضير لعقد مؤتمر عام للشيشانيين في أيار مايو الماضي، لكي توضع فيه أفكار عن التسوية من جهة، ويتم اختيار شخصيات قيادية تتمتع بنوع من الشرعية. إلا أن أحمد قادروف اتخذ قبل أيام قراراً بإرجاء المؤتمر، وقال انه لن يعقد الا بعد "الاستقرار الكامل" في الجمهورية. وحذر اصلان بك اصلاخانوف النائب في مجلس الدوما عن الجمهورية الشيشانية من "الانكفاء" على احتمال واحد. وقال ان دينييف "كان لديه أعداء كأي سياسي آخر". وأشار الى ان التحقيق يجب ألاّ "يتوقف عند الأثر الشيشاني وحده".