} نجحت زيارة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اسمرا في ازالة كل رواسب النزاع المسلح على جزر حنيش، واعلن اليمن واريتريا الاتفاق على ترسيم ما تبقى من الحدود البحرية بينهما، وأكدا حرصهما على تنسيق الجهود والمواقف إزاء قضايا منطقة القرن الافريقي والبحر الأحمر، بما فيها قضيتا الصومال والسودان. أكد الرئيسان اليمني علي عبدالله صالح والاريتري اساياس افورقي ان انتهاء مسألة التحكيم بين بلديهما حول جزر حنيش وقبولهما نتائجه دشنا مرحلة جديدة في مسيرة العلاقات الاريترية - اليمنية. واتفق على ترسيم ما تبقى من الحدود البحرية على أساس خط الوسط، وسيتم الترسيم في ضوء حكم هيئة التحكيم الذي صدر في 17 كانون الأول ديسمبر 1999، واتفاق الأممالمتحدة لقانون البحار 1982. كما تم التفاهم على تطبيق نظام الصيد البحري التقليدي. وأعلن أفورقي في مأدبة عشاء أقامها مساء أول من أمس تكريماً للرئيس علي صالح ان هناك توجهاً لايجاد "آليات بعد توقيع الاتفاقات في المجالات التي اتفق عليها لتنفيذ مشاريع مشتركة من دون تأجيل"، فيما اعتبر الرئيس اليمني ان "ما حدث في الماضي النزاع على حنيش لم يكن سوى سحابة صيف انقشعت، الى غير رجعة". واتفقت اسمرا وصنعاء على ابرام اتفاقات للنقل والشؤون البحرية، وفي مجال التعاون الاقتصادي والتجاري. وأكد الجانبان حرصهما على تنسيق جهودهما ومواقفهما والعمل المشترك من أجل "دعم الأمن والاستقرار والسلام في منطقة القرن الافريقي والبحر الأحمر". ونوها ب"التقدم الذي أحرز على الساحة الصومالية، وقيام الحكومة الموقتة"، مشددين على "دعم وحدة الصومال وسيادته واستقراره". وحضا كل الأطراف الصومالية على استكمال المصالحة الوطنية "في اطار وحدة البلد". الى ذلك رحب افورقي وعلي صالح بالمبادرات والمساعي العربية والافريقية الرامية الى إحلال السلام والوفاق والمصالحة الوطنية في السودان. ورداً على أسئلة صحافيين عن انعكاسات زيارته لاريتريا على المنطقة والقرن الافريقي قال علي صالح قبل مغادرته اسمرا: "نتابع باهتمام ما حدث بين اريتريا واثيوبيا، ونؤيد الجهود المبذولة لإحلال السلام بين البلدين، ونتطلع الى اليوم الذي تعود فيه علاقاتهما كبلدين جارين لهما تجربة نضالية واحدة" وتمنى "ان يزول سوء الفهم والتوتر الذي حدث بين البلدين خصوصاً وان هناك وجوداً لقوات الاممالمتحدة كما ان هناك توجهاً نحو التحكيم، وهذا هو السلوك نفسه الذي اتبعته اليمن واريتريا في الماضي". واضاف: "نحن مهتمون بالامن والاستقرار في افريقيا عموماً، ونعتبر أمن منطقة البحر الاحمر وسلامتها يخصان الدول المطلة عليه، كاليمن واريتريا وجيبوتي والسعودية ومصر والسودان والأردن". وغادر الرئيس اليمني اسمرا أمس في نهاية زيارته التي استمرت يومين، ورافقه فيها وفد رفيع المستوى يضم 40 شخصية بينها الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية، وعبدالله أحمد غانم وزير الشؤون القانونية، ووزراء الصناعة والتجارة والثروة السمكية والنقل والشؤون البحرية. ولفت علي صالح الى دعم جهود أفورقي "لترسيخ الديموقراطية بإقرار قانون التعددية السياسية واجراء الانتخابات البرلمانية" في اريتريا، فيما هنأ افورقي ضيفه ب"النجاح الباهر للعملية الانتخابية البرلمانية والرئاسية وانتخابات المجالس المحلية" في اليمن. واتفق الجانبان على تكليف لجنة برئاسة وزيري الخارجية متابعة تنفيذ ما اتفق عليه، وتفعيل كل الاتفاقات. ورأى مراقبون في زيارة علي صالح اسمرا اتجاهاً نحو تحالف جديد يضم اليمن وجيبوتي واريتريا والحكومة الانتقالية الصومالية بقيادة صلاد حسن. وتمنى علي صالح ان تؤدي الاتفاقات المشتركة الى تطوير العلاقات بين البلدين، وان تسهم في رفع مستوى الفهم المشترك القائم بين القيادتين.