بدأت اليمن وساطة في محاولة لانهاء النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا. وزار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني السيد عبدالقادر باجمال اديس ابابا امس حاملاً رسالة في هذا الشأن من الرئيس علي عبدالله صالح الى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في ضوء رغبة الرئيس الاريتري اساياس افورقي في ان تلعب اليمن دوراً ايجابياً عبر الوساطة بين بلاده واثيوبيا، في تصريحات ادلى بها اثناء زيارته عدن. وأكد باجمال "ان كل الازمات التي تطرأ في علاقة الدول الشقيقة والصديقة يتم احتواؤها في الاطار السلمي مهما تعثرت جهود السلام الاقليمية والدولية في احتوائها"، في اشارة واضحة الى ان اليمن تسعى الى احتواء الازمة الحدودية بالطرق السلمية، في ظل انهيار المبادرة التي تبنتها منظمة الوحدة الافريقية، وعدم توصل المبادرة الاميركية الى نقاط التقاء تجمع طرفي النزاع. وقال باجمال في تصريح لپ"الحياة" في اديس ابابا ان زيارته تهدف اولاً الى تسليم رسالة خطية من الرئيس صالح الى زيناوي، كما "تتضمن تقريب وجهات النظر بين اثيوبيا واريتريا"، الى جانب البحث في القضية الصومالية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في منطقة القرن الافريقي التي لها انعكاسات سلبية على اليمن خصوصاً والدول العربية عموماً. وأشار باجمال الى رغبة بلاده في توطيد علاقاتها التاريخية والجغرافية مع دول القرن الافريقي، خصوصاً اثيوبيا واريتريا والصومال وجيبوتي. وقال ان اليمن "تأمل في ايجاد حل سلمي للأزمة الحدودية بين اثيوبيا واريتريا بما تربطها من علاقات تاريخية وأزلية اكثر من اي دولة اخرى". وأكد موافقة اريتريا على قيام اليمن بدور في ايجاد حل سلمي يرضي الطرفين. وقال ان بلاده ستبذل كل جهدها في حل الازمة "التي نتمنى ان تكون عابرة". واضاف ان علاقة اليمن باثيوبيا واريتريا تؤهلها اكثر من اي دولة للتوسط بين البلدين. وأشار باجمال الى الخلافات الاخيرة بين جيبوتي واريتريا واتهام اسمرا لجيبوتي بالانحياز الى جانب اثيوبيا ودعمها في المجهود الحربي ضد اريتريا. وقال ان بلاده تأمل في ان تحل تلك الخلافات العابرة بين البلدين في اطار علاقات حسن الجوار، مشيراً الى "ان الازمات المتراكمة في منطقة القرن الافريقي لن يجني منها شعوب المنطقة اي فوائد بل المستفيدين منها اعداء شعوب القرن الذين يعملون في تفاقم الازمات في المنطقة". وكان باجمال صرح قبل مغادرته عدن الى اديس ابابا انه يحمل معه "آراء وافكاراً في صيغة مبادرة يمنية تهدف الى اتاحة الفرصة للحوار بين الدولتين". وأبدى تفاؤلاً بأن تسفر جهود بلاده عن "تحقيق نتائج مثمرة في احتواء الخلاف بين اثيوبيا واريتريا". وفي هذا السياق توقعت مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء ان تحقق الجهود اليمنية خطوات لتخفيف التوتر نظراً الى ان اثيوبيا لعبت دوراً في تخفيف حدة النزاع بين صنعاء واسمرا على جزر حنيش، كما ان العلاقات اليمنية - الاريترية حققت قفزات ممتازة بعد اعتراف اسمرا بنتائج التحكيم الدولي التي اكدت السيادة اليمنية على هذه الجزر، وما تزامن معها من تواصل وزيارات لمسؤولين يمنيين واريتريين لكل من اسمرا وصنعاء توجت بزيارة الرئيس افورقي الى عدن ومباحثاته مع الرئيس صالح وما اسفر عنها من نتائج لتعزيز العلاقات الثنائية.