أكد رئيس الوزراء اليمني بالوكالة وزير الخارجية الدكتور عبدالكريم الإرياني لپ"الحياة" في أديس ابابا ان علاقة بلاده مع دول القرن الافريقي خصوصاً اثيوبيا "ضاربة في التاريخ، وتوجد بينهما صلات عريقة" مشيراً الى ان اليمن "ستعمل كل ما في امكانها لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري" مع اثيوبيا. واشار الى ان اليمن ليست قاعدة لزعزعة استقرار اريتريا. واختتم الارياني أمس زيارته لاثيوبيا بلقاء مع الرئيس نجاسو جدادا ورئيس الوزراء ملس زيناوي، واتفق الجانبان على توقيع اتفاقات في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية. وأجرى الارياني محادثات مع زيناوي واتفقا على تشكيل لجنة وزارية مشتركة. وأشاد وزير خارجية اثيوبيا سيوم مسفن بزيارة الارياني التي استمرت ثلاثة أيام واعتبرها بداية لتوطيد العلاقات "الأخوية" بين البلدين. ونوه بلجوء اليمن واريتريا الى التحكيم الدولي لحل النزاع على جزر حنيش. وصرح الارياني الى "الحياة" بأن لبلاده علاقات ممتازة مع كل دول القرن الافريقي على رغم العاصفة التي شهدتها العلاقات اليمنية - الاريترية بسبب النزاع على جزر حنيش. ورفض اتهامات اسمرا لليمن باحتضان المعارضة الاريترية مؤكداً ان اليمن "ليست قاعدة لزعزعة أمن اريتريا واستقرارها. وقضية النضال في اريتريا انتهت مع انتهاء الأنظمة الديكتاتورية". وعن تبادل الرسائل أخيراً بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ونظيره الاريتري اساياس افورقي قال الأرياني: "قضية حنيش بكل ملابساتها أصبحت متروكة للتحكيم بعدما انتهت المرافعة الشفوية في شباط فبراير، وكانت مبادرة خاصة من الرئيس علي صالح إرسال شخص الى اسمرا يعتبر صديقاً مشتركاً للجانبين، وتم تبادل الوفود الرسمية بطلب من الرئيس الاريتري، وتم الترحيب بالوفد الاريتري في اليمن، والمصلحة الوطنية للجانبين تقتضي انفتاحاً بينهما". وسئل عن "تحالف" اليمن مع السودان لمواجهة بعض دول الجوار، فأجاب: "اليمن دولة محدودة الامكانات، وتعتبر نامية، ولا تملك ملايين البراميل من النفط لتتمكن من مساعدة جهة ضد جهة اخرى. ان علاقة اليمن بالسودان تاريخية، لكنها ليست على حساب أي دولة، وليست هناك خلافات بين اليمن ومصر أو اثيوبيا أو اوغندا كي ننحاز الى السودان". وزاد ان بلاده "تتعامل مع السودان كأي دولة عربية شقيقة لها مشاكلها التي نتمنى ان تجد حلاً، واذا كانت لنا القدرة على مساعدة السودان في حل مشاكله الداخلية فهذا يسعدنا". ورأى ان "وحدة الصومال رهن باتفاق القيادات الصومالية" مشيراً الى العبء الذي تتحمله اليمن بسبب اللاجئين الصوماليين "الذين يتسللون الى الأراضي اليمنية كل يوم وتنقلهم بواخر مرتزقة من السواحل الصومالية". وأشار الى تأييد صنعاء قيام دولة فيديرالية في الصومال ترتكز الى "حفظ حقوق كل منطقة واعطائها حكماً ذاتياً". وأضاف: "نعتقد ان لليمن دوراً يمكن ان تلعبه لحل النزاعات في الصومال، مع كل الدول المعنية".