مونتيفيديو - أ ف ب - اختتم الرئيس الصيني جيانغ زيمين في كراكاس اول من امس، جولة استغرقت 12 يوماً شملت ست دول في اميركا اللاتينية حيث لقيت رسالته لاقامة عالم "متعدد الاقطاب" صدى ايجابياً في منطقة تسعى الى ايجاد توازن في مواجهة نفوذ الولاياتالمتحدة. وزار جيانغ زيمين الذي غادر الصين في أوج أزمة الطائرة مع واشنطن، كلاً من سانتياغو وبوينس ايريس ومونتيفيديو وبرازيليا وهافانا وكراكاس حيث وقع الكثير من الاتفاقات التجارية واتفاقات التعاون الاقتصادي. لكن الاهداف الكبرى لجولته تبقى ديبلوماسية اساساً وترمي الى تعزيز الدعم الدولي لبلاده في وقت تعمد الولاياتالمتحدة الى تشديد سياستها تجاه بكين. وأثناء هذه الجولة التي جاءت قبيل تصويت لجنة الأممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف امس على قرار اميركي ينتقد الصين في هذا المجال، نجح جيانغ زيمين في جعل محادثيه ينسون الاضطهادات السياسية والدينية في بلاده على اساس رفض اي تدخل في الشؤون الداخلية لبلد ما. وشدد جيانغ على ضرورة اتباع النهج الديموقراطي في العلاقات الدولية والعمل من اجل اجراء اصلاحات في الانظمة الاقتصادية والمالية والتجارية من اجل نصرة "الحقوق والمصالح المشروعة" للبلدان النامية. وحظيت رسالته بالدعم الاكبر في البرازيل حيث دعا الرئيس فرناندو هنريكي كاردوسو الى اقامة "شراكة استراتيجية" بين البلدين، من اجل "بناء نظام دولي جديد خال من كل انواع الهيمنة، على السلطة والثروات او المعرفة، نظام خال من الغطرسة ومن القرارات المفروضة". وعلق الرئيس الصيني على ذلك بقوله: "اني مقتنع بأن تعزيز هذه العلاقات بين البرازيلوالصين ينسجم مع المصالح المشتركة للبلدين في مجال التنمية وسيسهم بشكل ايجابي في تحقيق السلام الدائم والازدهار الشامل". وتتعاون الصينوالبرازيل في مشاريع مهمة مثل برنامج بناء اربعة صواريخ لأهداف صناعية، اضافة الى عزم شركات صينية على شراء 40 طائرة من شركة ايمبراير البرازيلية لصناعة الطيران. وفي هافانا، كرر الرئيس الصيني دعمه الشعب الكوبي في "نضاله العادل لصون سيادته واستقلاله الوطني ورفض التدخلات والتهديدات الخارجية"، في اشارة واضحة الى الولاياتالمتحدة. وحصلت هافانا خلال هذه الزيارة على نحو اربعمئة مليون دولار من القروض الصينية لتمويل مشاريع تعاون مختلفة لا سيما في قطاعات الاتصالات. وفي محطته الاخيرة في كراكاس، دعا جيانغ زيمين الى تعزيز العلاقات بين فنزويلاوالصين اللتين تتقاسمان على ما قال، رؤية مشتركة في شأن عالم "متعدد الاقطاب" تتساوى فيه كل الدول. وقبيل مغادرته كراكاس، وقع الرئيس الصيني مع نظيره هيوغو شافيز ثمانية اتفاقات للتعاون الثنائي في ميادين الاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا. اما محطتا بوينس ايريس ومونتيفيديو فتركزتا على تعزيز العلاقات الثنائية. واغتنم الرئيس الارجنتيني فرناندو دي لا روا زيارة الزعيم الصيني لشكر بكين على دعمها في النزاع بين الارجنتين وبريطانيا على السيادة في جزر فولكلاند.