} واصل الصرب في شمال كوسوفو لليوم الثاني على التوالي امس، وقف حركة مرور قوات حفظ السلام الدولية كفور في مناطقهم، احتجاجاً على قرار المسؤولين الدوليين فرض رسوم جمركية على انواع من السلع القادمة من يوغوسلافيا، ما اعتبره الصرب ضمن المخططات لاستقلال الاقليم. عاد التوتر الشديد الى شمال كوسوفو نتيجة حواجز وضعها الصرب على خمس طرق رئىسية تربط الاقليم بيوغوسلافيا، ما ادى الى تعطيل حركة مرور قوات حفظ السلام ووحدات الشرطة الدولية. وجاء ذلك احتجاجاً على قرار الادارة الدولية تحصيل ضرائب بمعدل 12 في المئة على البضائع التي تدخل الاقليم من مناطق اخرى في يوغوسلافيا. وسد حوالى خمسة آلاف محتج صربي الطرق التي تمر بمناطق تجمعاتهم، بواسطة الشاحنات والجرارات والكتل الخرسانية التي حالت دون مرور العربات الدولية، ما جعل قوات حفظ السلام تضطر الى استخدام الطائرات المروحية لتنقلاتها الضرورية في المنطقة. وشجب زعماء الصرب "النقاط الجمركية" التي اقيمت على المعابر الحدودية واعتبروها "محاولة لعزلهم عن باقي اجزاء يوغوسلافيا"، وأكدوا انهم سيوسعون احتجاجاتهم "ولن يقبلوا ان يفرض عليهم العيش في بلد ألباني"، في اشارة الى اتهامهم الادارة الدولية بالسعي الى استقلال الاقليم. وأفاد ميلان ايفانوفيتش وهو من زعماء صرب ميتروفيتسا "ان الاجراء الجمركي، هو احدى الخطوات الرئىسية نحو استقلال كوسوفو في الشكل الذي يريده الزعيم الألباني هاشم ثاتشي". ودان ايفانوفيتش المسؤول الدولي لكوسوفو هاتز هاكيروب الذي وصفه بأنه "اخطر من المسؤول السابق برنار كوشنير، وان هذه الرسوم هي اخطر اجراء دولي ضد صرب كوسوفو". وتوقع ايفانوفيتش وقوع صدامات مع القوات الدولية "اذا نفذت تهديداتها بازالة الحواجز بالقوة". وأشار الى ان الاحتجاجات ستستمر "الى ان تعود الأمور الى وضعها السابق، ويتخلى المسؤولون الدوليون عن محاولات الخداع، اذ كانوا وعدوا زعماء ميتروفيتسا قبل اربعة ايام فقط، بأنهم لن يتخذوا اي اجراء يخالف قرار مجلس الأمن الذي يقر ان كوسوفو اقليم ضمن اراضي الاتحاد اليوغوسلافي". ووصف المسؤولون الدوليون هذه الاحتجاجات بأنها "اخطر تحرك قام الصرب به منذ انتشار القوات الدولية في الاقليم" في حزيران يونيو 1999. وأشار الناطق باسم الادارة الدولية فرنيك بينجامينين الى ان مراكز التحصيل الجديدة "ليست نقاطاً جمركية، لأنها تخص تحصيل رسوم على السجاير والوقود والخمور والسلع الكمالية والكهربائية التي ليست من صنع يوغوسلافي، والتي لم تكن خاضعة للضرائب في يوغوسلافيا سابقاً". وأوضح ان مسؤول الادارة المدنية الدولية هانز هاكيروب، كان ابلغ الرئىس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا عندما اجتمعا في بلغراد قبل نحو اسبوعين، عزم الادارة الدولية على فرض هذه الرسوم "للحد من الانتشار الكبير للبضائع في السوق السوداء". واعتبر الناطق هذه التحركات الصربية بأنها "محاولة لوقف نشاطات الأممالمتحدة، المدنية والعسكرية، والغاء السلطة الفعلية الدولية في كوسوفو". ومعلوم ان ادارة الأممالمتحدة في الاقليم تعاني عجزاً في تمويلها منذ انشائها عام 1999، وتحاول توسيع زيادة دخلها بالتطبيق التدريجي للضرائب. ووقفت بلغراد الى جانب تحركات صرب كوسوفو، وأعلنت الحكومتان اليوغوسلافية والصربية معارضتهما للرسوم الجمركية التي فرضتها الادارة الدولية. ووصف تلفزيون بلغراد هذه الرسوم بأنها "أسوأ" اجراء اتخذته الادارة الدولية في كوسوفو لأنه "يجعل الاقليم بمثابة دولة جارة ليوغوسلافيا".