أمر قائد قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو الجنرال كارلو كابيجوزو باعتقال كل المتسببين بالاضطرابات التي شهدتها أخيراً مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو واحالتهم الى المحاكم "بعدما جُرح 13 جندياً فرنسياً وأحرقت خمس عربات دولية". وأفاد في تصريح للصحافيين في العاصمة بريشتينا انه أرسل تعزيزات من جنود بريطانيين والمان وايطاليين، لدعم القوة الفرنسية الموجودة في ميتروفيتسا وضواحيها. والى ذلك، حذر رئيس الادارة المدنية الدولية في كوسوفو هانز هاكيروب زعماء البان وصرب مدينة ميتروفيتسا "من مغبة تأييد الاضطرابات في المدينة". وكان الشطر الجنوبي من ميتروفيتسا الذي يتمركز فيه الألبان، شهد تظاهرات رافقتها أعمال عنف أصيب خلالها بجروح مختلفة، أكثر من 60 البانياً، اضافة الى جندي دولي، وذلك احتجاجاً على قتل الباني وجرح اثنين أخرين خلال مواجهات بين الصرب وجيب "محلة البوسنة الصغيرة" الألباني في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا الذي يهيمن الصرب عليه. ووقعت أعنف المواجهات عندما منع الجنود الفرنسيون حشود المتظاهرين الألبان من عبور الجسر المؤدي الى الشطر الشمالي من المدينة. واتهم المتظاهرون الألبان الجنود الفرنسيين بالانحياز الى جانب الصرب، وطالبوا بنزع سلاح هؤلاء في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا وتوفير الحماية للألبان فيه واعادة النازحين الى ديارهم التي طردهم الصرب منها. ومن جانبه، أبلغ زعيم صرب شمال ميتروفيتسا أوليفر ايفانوفيتش، المسؤولين الدوليين انه "لا مانع من عودة الألبان الى منازلهم في شمال المدينة، ولكن ذلك ينبغي ان يكون في اطار عملية واسعة لاعادة كل النازحين الى ديارهم في الاقليم". ومعلوم ان مدينة ميتروفيتسا، كانت مسرحاً لصدامات في غالبية الأوقات بين البانها وصربها، منذ خضوع اقليم كوسوفو للادارة الدولية قبل حوالى 19 شهراً. وأصبح نهر ايبار الذي يمر في وسط المدينة خطاً فاصلاً بين الجنوب الألباني والشمال الصربي. وأدى هذا الانقسام العرقي للمدينة الى استمرار المواجهات وعمليات الانتقام فيها.