تباينت ردود الفعل المحلية حول استقالة الدنماركي هانز هاكيروب من رئاسة الإدارة المدنية الدولية لكوسوفو، وتعيين نائبه الأميركي ريتشارد برايشر في منصبه ريثما يتم اختيار رئيس جديد لإدارة الاقليم، ترجح المعلومات انه سيكون أميركياً. وأعربت بلغراد عن "تألمها" لتخلي هاكيروب عن منصبه ومغادرته الاقليم، وأشاد نائب رئيس الحكومة الصربية المكلف بملف كوسوفو نيبويشا تشوفيتش بجهود هاكيروب في التزام قرارات الأممالمتحدة التي تعتبر الاقليم متمتعاً بحكم ذاتي واسع ضمن أراضي يوغوسلافيا الاتحادية "وسعيه لفتح صفحة تفاهم مع الصرب". وأكدت رئيسة المجموعة الصربية 22 نائباً في برلمان كوسوفو رادا تزايكوفيتش اسفها "لتنحية" هاكيروب. وقالت "بذل جهوداً مشكورة لتوفير الفرص الملائمة من أجل اعادة علاقات الثقة بين سكان الاقليم". واتخذ الالبان موقفاً مغايراً، إذ قالت صحيفة "كوخاديتوري" الالبانية الصادرة في بريشتينا والممولة أميركياً ان "الرجل هاكيروب لم يترك أي صديق له في كوسوفو، ولذا غادر بريشتينا خلسة من دون الاعلان عن ذلك". وأشار ألوش جاشي الناطق باسم الحزب الالباني الأكبر في برلمان الاقليم: "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" بزعامة ابراهيم روغوفا، الى انه لا يجد ما يستحق الأسف على استقالة هاكيروب، وقال: "ايدنا عمله في البداية، لكننا عارضنا بشدة بعد ذلك الاتفاقات التي وقعها مع بلغراد". ومعلوم ان البان كوسوفو انتقدوا بحدة الاتفاقات التي عقدها هاكيروب مع حكومة بلغراد التي اعتبرت الاقليم في اطار الدولة اليوغوسلافية وان ادارة الأممالمتحدة له موقتة، ما واجه استياء واسعاً لدى الالبان الذين يسعون الى تحقيق استقلال كوسوفو. وساد الاعتقاد ان استقالة هاكيروب تمت نتيجة ضغوط أميركية تعرض لها، بسبب "انحيازه" للخط الأوروبي تجاه منطقة البلقان، وهو خط يحاول التقليل من الهيمنة الأميركية على هذه المنطقة الأوروبية. واللافت ان محطة اذاعية ألبانية راديو - 21 في بريشتينا، ذكرت الاربعاء الماضي 3 أيام قبل اعلان هاكيروب استقالته ان وفداً من "الاتحاد الالباني - الاميركي" الذي مقره الولاياتالمتحدة ويترأسه الالباني الياز كادريو، اجرى لقاءات مع مسؤولين اميركيين بينهم عضو الكونغرس المؤيد للألبان مارك ستيفن كيرك، وطلب ان يكون رئىس الادارة الدولية في كوسوفو اميركياً، بعد انهاء تفويض هاكيروب. وطلب الوفد من المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم حض الكونغرس على اتخاذ قرار يؤيد استقلال كوسوفو "لأن الاستقرار لا يمكن ان يحصل في البلقان من دون حصول الالبان على حقوقهم المشروعة". وجذب المنبر الاذاعي الانتباه، لأنه لم تكن في حينه اي انباء عن استقالة هاكيروب، اذ على العكس ان كل المعلومات كانت تشير الى ان تفويضه سيتواصل حتى نهاية عام 2002، ما اوحى، بعد ذلك، ان اصل الخبر من اميركا وجرى تسريبه لتهيئة الاجواء لاستقالة هاكيروب. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد، انه تردد منذ ايام في بريشتينا ان هاكيروب "تعرض الى تهديدات بالتصفية الجسدية". ويذكر ان الاميركي جاك كلاين نائب رئىس ادارة البوسنة هو المسيطر على مقاليد الامور في ساراييفو منذ سنوات.