وصف الرئيس الايراني محمد خاتمي العلاقات الايرانية - السعودية بأنها "علاقات استراتيجية، ولها أكبر التأثير في مستقبل منطقة الشرق الأوسط ومصيرها". واعتبر خلال لقائه مع وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز أن السنوات الأخيرة شهدت اثبات الارادة الجدية وحسن النية من جانب البلدين لتطوير علاقاتهما. ووقع الامير نايف ووزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري على اتفاقية التعاون الامني بين البلدين. واكدت مصادر مطلعة ان المحادثات التي سبقت التوقيع تخطت الاتفاقية نفسها التي تمنى الجانبان تعميمها على دول المنطقة. وفي جدة أجرى وفد إماراتي محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين. وقال خاتمي "ان الأمن والثبات والاستقرار والتطور لهذه المنطقة الحساسة هي لمصلحة دولها وللاستقرار الدولي على السواء". وأكد مجدداً عزم بلاده على اقامة علاقات جيدة مع الدول كافة خصوصاً الجارة منها. وأشار خاتمي الى الأزمات التي يعاني منها العالم الاسلامي وقال "ان وجود اسرائيل هو أهم خطر على العالم الاسلامي والعربي". وتوقف عند امتداد الاعتداءات الاسرائيلية الى الدول المجاورة لفلسطين، اضافة الى ما يعانيه الشعب الفلسطيني، ورأى "ان الاعتداء الذي نفذه الكيان الصهيوني الغاصب على لبنان والقوات السورية فيه، هو نموذج لسياسة التوسع ونقض كل القوانين الدولية من جانب الكيان الصهيوني". وأضاف انه يمكن اضعاف هذا الخطر أو ازالته عن العالم الاسلامي إذا تضامنت الدول الاسلامية واتخذت سياسات صحيحة للتعاون استناداً الى المصالح المشتركة. من جهته اعتبر وزير الداخلية السعودية الأمير نايف بن عبدالعزيز ان ما يحصل حالياً في فلسطينالمحتلة وضد سورية ولبنان هو "أمر مؤلم للغاية"، وان المملكة العربية السعودية "ستواصل القيام بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني كما في السابق". وانتقد الأمير نايف صمت المجتمع الدولي وعدم فاعلية مجلس الأمن الدولي تجاه ما يحصل، ودعا دول العالم كافة والدول الصديقة خصوصاً إلى "وقف سياسة إراقة الدماء التي تتبعها اسرائيل". وتناول البحث بين خاتمي والأمير نايف الآثار الايجابية اقليمياً ودولياً للتعاون الايراني - السعودي. وقال الرئيس الايراني "ان التفاهم والتعاون بين طهران والرياض جعلا من منظمة اوبك تعيش أقوى حقبة من تاريخها". وأضاف ان الاتفاقية الأمنية بين البلدين "يمكن أن تكون نموذجاً جيداً للتعاون المثمر والناجح بين دول المنطقة"، معرباً عن الأمل في "أن تكون مثل هذه الاتفاقات مقدمة للوصول الى أساليب جماعية للتعاون بين دول المنطقة لتأمين الأمن والاستقرار فيها من دون الحاجة الى الآخرين"، في اشارة الى موقف طهران المعارض للوجود الأجنبي خصوصاً الأميركي في الخليج. ووصف خاتمي العلاقات الايرانية - السعودية بأنها قوية ومستحكمة، داعياً الى تطوير التعاون الاقتصادي اضافة الى التعاون السياسي والأمني. وأشار الى القضية الأفغانية فدعا "الى تهيئة الأرضية لمحادثات سلام لتحقيق سلام شامل بين جميع القوى الموجودة حتى تتحقق مطالب الشعب الأفغاني وارادة المجتمع الدولي" معلناً استعداد ايران للعمل على حل الأزمة الأفغانية. وفد إماراتي في جدة في جدة، استقبل الملك فهد بعد ظهر أمس رئيس الأركان الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي كان قابل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن الشيخ محمد نقل إلى الملك فهد وولي عهده "تحيات وتقدير رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وولي عهده الشيخ خليفة". وتوقعت مصادر ديبلوماسية خليجية ان يكون الشيخ محمد بن زايد شرح للقادة السعوديين التصرفات الايرانية في المنطقة، وبخاصة ما يتعلق بالمناورات العسكرية في الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة. ورافق المسؤول الاماراتي وفد ضم الشيخ سعيد بن زايد رئيس دائرة الموانئ والشيخ سيف بن زايد وكيل وزارة الداخلية والشيخ عبدالله بن زايد وزير الاعلام. واقام الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مأدبة غداء تكريماً لرئيس الاركان الاماراتي والوفد المرافق حضره عدد من كبار الامراء والمسؤولين.