أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محادثات في الرياض أمس مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتناولا آفاق التعاون بين البلدين، وسبل دعمها، والتطورات في المنطقة والعالم. وكان خادم الحرمين في مقدم مستقبلي محمد بن زايد لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وجاءت الزيارة بعد ساعات على قمة سعودية - كويتية عقدت في الرياض، وبعد بضعة أيام على زيارة ولي ولي عهد السعودية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لقطر، أجرى خلالها محادثات مع الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكان في استقبال محمد بن زايد، إلى الملك سلمان، ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن نايف، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين. وأجرى خادم الحرمين الشريفين في قصره في الرياض أمس محادثات مع ولي عهد أبوظبي، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنها تناولت عرض آفاق التعاون بين البلدين، وسبل دعمها، وبحثت في التطورات في المنطقة والعالم. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، على حسابه في موقع «تويتر» أمس، أن آفاق التعاون بين البلدين، والتكامل بين دول الخليج، والدور الإيجابي لدول الخليج في المنطقة، وتعزيزه بالتواصل والتنسيق تصدرت المحادثات بين الجانبين أمس. وذكر في «تغريدة» أخرى أن الشيخ محمد بن زايد أكد «الدور السعودي الرائد للحفاظ على استقرار المنطقة وسط تحديات غير مسبوقة، وأن الرياض هي العمود الفقري لخليجنا العربي». وأضاف في تغريدة ثالثة أن «الحفاظ على البيت الخليجي وتعزيزه وسط الرياح العاتية أولوية». وزاد أن اللقاء مع الملك سلمان بن عبدالعزيز «إيجابي ومشجع، فالهمّ واحد والرؤية مشتركة». وأكد قرقاش أن «ثقة الشيخ محمد بن زايد بالسعودية، بلداً وقيادة وشعباً، مطلقة»، وأن «إدراكه موقع المملكة المركزي في مستقبل خليجنا العربي جزء أساسي في توجهه السياسي». ووصف الوزير الإماراتي لقاء الجانب الإماراتي بخادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية بأنه «في غاية الإيجابية»، وقال إن ذلك يؤكد «القراءة المشتركة للأحداث والرؤية المستقبلية». وضم الوفد المرافق لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ومستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد، ونائب مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد، ومستشار رئيس دولة الإمارات الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، وعدداً من الوزراء وكبار المسؤولين، عسكريين ومدنيين. وكان الشيخ محمد بن زايد زار المملكة في 24 كانون الثاني (يناير) الماضي لتقديم واجب العزاء بوفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد المحللان السياسيان، عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي، والإماراتي الدكتور علي بن تميم، أهمية زيارة ولي عهد أبوظبي للرياض. وشدد الحارثي على أن الزيارة تُثبت هزال إشاعات عن ضعف العلاقات بين البلدين. وأضاف أن «العلاقات بين البلدين تاريخية، تتطابق في كثير من المواقف»، موضحاً أن «الرياضوأبوظبي تقومان الآن بدور رئيس في تعزيز العمل العربي المشترك، وأخذ زمام المبادرة في حماية القضايا العربية، والدفع باتجاه قطع الطريق على أولئك، دولاً كانوا أو جماعات من أصحاب المشاريع الانتهازية التي تحاك ضد الأمة واستقرار دول المنطقة».