وقعت غالبية ساحقة من أعضاء مجلس الشورى البرلمان الايراني عريضة تحض الرئيس محمد خاتمي على الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو، فيما دخل حلبة التنافس المرشح أحمد توكلي وهو نائب سابق كان وزيراً في حكومة ميرحسين موسوي المساند لخاتمي. يحمل المرشح أحمد توكلي توجهات محافظة على رغم انه ليس عضواً في أي من القوى والفعاليات السياسية المنضوية تحت لواء المحافظين. واستطاع ان يكون منافساً حقيقياً للرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية عام 1993، التي فاز فيها الأخير بولاية ثانية بنحو ثمانية ملايين صوت فيما نال توكلي أكثر من أربعة ملايين صوت. ويكسر ترشيح توكلي الجمود المهيمن على ساحة الترشيحات اذ ينتظر كثيرون القرار النهائي لخاتمي فيما تزداد احتمالات خوضه الانتخابات، وهو ما يؤكده المقربون اليه ومنافسوه المحافظون، في ظل تشديد الاصلاحيين على مطالبتهم خاتمي باعلان ترشحه. وتجسد ذلك أمس في عريضة غالبية اعضاء البرلمان أمس، وفي حسم معظم قوى التيار الاصلاحي خيارها في دعم الرئيس الحالي كمرشح وحيد، خصوصاً بعد مسارعة رابطة "العلماء المناضلين" الاصلاحية الى نفي أي احتمال لترشيح أمينها العام رئيس البرلمان الحالي مهدي كروبي. ويواصل المحافظون الدفع باتجاه عدم ترشح خاتمي، كما ظهر في موقف لعضو الشورى المركزية في "جماعة المؤتلفة" المسيطرة على البازار حميد رضا ترقي، الذي اعتبر ان "خوض خاتمي الانتخابات سيقلل المشاركة الشعبية فيها لأن كثيرين من الشخصيات المستعدة للترشح قد تنسحب من حلبة السباق" الى الرئاسة. وأكد ترقي ان التيار المحافظ سيقدم مرشحاً له الشهر المقبل، فيما حذر الاصلاحيون من مساعي خصومهم المحافظين للتقليل من نسبة المشاركة الشعبية في الاقتراع، وبالتالي الحد من قوة الفوز المحتمل للرئيس خاتمي. استراتيجية اليمين وقال رسول منتجب نيا مستشار الرئيس عضو الشورى المركزية في "رابطة العلماء المناضلين" ان "استراتيجية جناح اليمين المحافظ تتمحور حول الدفع نحو عدم ترشح خاتمي، أو نحو حصوله على نسبة ضئيلة للفوز، كي يتمكنوا بعدها من القول ان خاتمي فقد قاعدته الشعبية". يذكر أن الرئيس الايراني فاز عام 1997 بأصوات أكثر من عشرين مليون ناخب في مواجهة منافسه المحافظ رئيس البرلمان السابق علي أكبر ناطق نوري. وفي مؤتمر صحافي عقدته أمس في طهران النائبة الاصلاحية فاطمة حقيقة جو، أوضحت ان 218 نائباً أي 80 في المئة من اعضاء مجلس الشورى وقعوا عريضة تدعم انتخاب خاتمي لولاية رئاسية ثانية. وذكرت ان "ترشيح الرئيس يهدف الى تعزيز حركة الاصلاحات التي تتقدم على رغم العراقيل". محطة بوشهر على صعيد اخر رويترز، أكد الكسندر روميانتسيف وزير الطاقة الروسي الجديد التزام بلاده استكمال تشييد محطة بوشهر الايرانية التي تعمل بالطاقة النووية. وقال الوزير الذي تولى منصبه خلفاً ليفغيني اداموف أواخر الشهر الماضي، في مؤتمر صحافي: "ما دمنا متأخرين في انشاء أول محطة للطاقة الكهربائية في بوشهر، علينا ادراك الوقت، وان نفي التزاماتنا وفقاً للتعاقدات" مع طهران. وكرر وجهة نظر روسيا القائلة ان عقد محطة بوشهر المبرم عام 1995 لا ينتهك التزامات موسكو بموجب توقيعها المعاهدات الدولية، لأن التعاون النووي مع ايران "ذو طبيعة مدنية صرفة". وأجرى خبراء روس محادثات لتشييد مفاعل ثانٍ في بوشهر، لكن وكالة ايتار تاس نقلت عن الوزير قوله انه "لم توقع أي أوراق رسمية بعد".