بدأ الاصلاحيون في ايران التلويح بتقديم مرشح غير الرئيس محمد خاتمي لخوض معركة الانتخابات الرئاسية في حزيران يونيو المقبل، على رغم تأكيدهم ان خاتمي هو "الفرصة الاخيرة للثورة والنظام". وشددوا على ضرورة استمرار السياسة الثقافية التي اعتمدها الوزير المستقيل عطاء الله مهاجراني، فيما أيّدته الغالبية البرلمانية. ورأى محمد رضا خاتمي نائب رئيس البرلمان ان الاصلاحيين وجدوا من المصلحة قبول استقالة مهاجراني، في اشارة الى الضغوط التي مارسها المحافظون وأدت الى نتائج سلبية على عمل وزارة الثقافة والارشاد. وزاد ان الاصلاحيين اخذوا في الاعتبار كل الاحتمالات في شأن الانتخابات الرئاسية، بما فيها عدم ترشيح خاتمي نفسه، وقال ان الاخير "ما زال متردداً فإذا قرر الترشح سيكون الخيار الوحيد للاصلاحيين ومحور برامجهم، واذا فضّل التنحي جانباً سيكون لهم مرشح آخر، وسيخوضون الانتخابات في شكل فاعل". وكانت مصادر في التيار الاصلاحي اكدت ل"الحياة" ان خاتمي سيخوض الانتخابات، ما يعزّز الاعتقاد بأن مواقف شقيقه محمد رضا تستهدف تخفيف ضغوط المحافظين على الرئيس. ومن هنا جاء تحذير رسول منتجب نيا مستشار خاتمي، الناطق باسم اليسار الديني الاصلاحي جماعة العلماء المناضلين، من ان الرئيس الحالي هو "الفرصة الاخيرة للنظام وللشعب في السلطة التنفيذية، واذا لم يبقَ خاتمي سندفع أثماناً كبيرة". يذكر ان المحافظين تمكنوا من ارغام الرئيس على قبول استقالة ابرز وزرائه مهاجراني، في خطوة عكست تشديد ضغوطهم، بعدما حذّروا مرات من سياسة "التساهل والتسامح" الثقافية، ومن فتح الباب امام "الغزو الثقافي الاجنبي" للساحة الايرانية. وردّت الغالبية الاصلاحية في البرلمان امس فساندت مهاجراني ووصفته بأنه "مهندس للانفتاح الثقافي، صمد امام عواصف قوية جداً، وحاول تقليص الهوّة بين الثقافة الرسمية للنظام وثقافة المجتمع". وأبقى خاتمي وزيره المستقيل الى جانبه، فعيّنه مستشاراً له، رئيساً للمركز الدولي لحوار الحضارات، لكن الاستقالة لم تؤد الى اقفال ملف مالي ضد مهاجراني قُدّم الى القضاء يتعلق بكيفية صرف فوائد اموال مودعة "للحجّ والزيارة". وسيبقى الملف الثقافي احدى ابرز محطات التجاذب الداخلي، علماً ان النائب الاصلاحي بهروز أفخمي مخرج مسرحي أثار عاصفة من الانتقادات في البرلمان، عندما اشار الى ان نظرة الجيل الجديد للولايات المتحدة تذهب الى وصف "عدوة ايران" بأنها نموذج متكامل. واوضح ان اطفاله يلحّون عليه لترك البلد والهجرة الى اميركا. وأثار هذا الموقف انتقادات شديدة حتى من بعض النواب الاصلاحيين.