رأت مصادر مغربية مطلعة في معاودة الحوار بين المغرب والجزائر عشية استكمال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عامه الثاني في الحكم مؤشراً الى دعم الرباط بوتفليقة، على رغم الصعوبات التي يواجهها لايقاف العنف وتكريس الانفتاح الاقليمي. وقال مسؤول مغربي بارز ان بلاده معنية بالحوار مع من يختارهم الشعب الجزائري. وانها ليست طرفاً في أي خلافات داخلية. لكن وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى الذي اجتمع مع الرئيس بوتفليقة أول من امس، صرح ان "المحادثات عرضت قضايا ثنائية والوضع في المنطقة". في اشارة الى قضية الصحراء واستمرار اغلاق الحدود بين البلدين وآفاق البناء المغاربي المتعثر. لكن ديبلوماسيين عرب اشاروا الى ان زيارة الوزير بن عيسى قبل انعقاد الجولة المقبلة من الحوار العربي - الافريقي التي تستضيفها الجزائر الاسبوع الجاري، ربما تتعلق بشرح موقف الرباط حيال ذلك الحوار، خصوصاً ان ديبلوماسياً مغربياً سابقاً نبه الى دلالات تحفظ المغرب في قمة عمان الأخيرة على صيغة الحوار العربي - الافريقي الذي قدمت الجزائر مشروعه. وقال السفير السابق للرباط في القاهرة والرياض السيد محمد التازي، على المغرب ان يبلغ السفراء العرب المعتمدين في المملكة بأن تحفظه يرمي الى استبعاد جبهة بوليساريو من ذلك الحوار. ورأى ان قرار المغرب الانسحاب من جامعة الدول العربية في حال قبول تلك المشاركة يظل وارداً. لكن المصادر المغربية رجحت ان يكون الموقف من تطور قضية الصحراء في مقدم القضايا التي بحثها الجانبان، خصوصاً ان عواصم دول كبرى داخل مجلس الأمن دعت الى تحقيق تفاهم بين البلدين على صيغة "الحل الثالث" لنزاع الصحراء الذي يسمح بمنح الصحراويين حكماً محلياً موسعاً. وأشار قرار أخير لمجلس الأمن الى صفة "الصحراويين" من دون تحديد. ما يعني انه يشمل سكان المحافظات الواقعة تحت نفوذ المغرب والمنتسبين الى جبهة بوليساريو الذين تأويهم مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر، الأمر الذي يصب في دائرة الضغط الدولي على الجزائر في هذا الاتجاه. الى ذلك، رأت المصادر ان ملف العلاقات المغربية - الجزائرية كان ضمن المحاور الاساسية في محادثات الجزائر التي اختار العاهل المغربي الملك محمد السادس ان يوفد اليها مدير ديوانه لإضفاء بعد اساسي عليها، وكان لافتاً ان التعاون بين المغرب والجزائر شهد دفعة قوية عبر تزويد المغرب مؤسسات جزائرية شرق البلاد طاقة كهربائية اثر تعرضها الى عطل تقني. وكان البلدان أقرا في وقت سابق معاودة فتح الحدود المغلقة منذ صيف 1994، لكن تنفيذه لم يبدأ بعد بسبب تزايد المخاوف من الانفلات الأمني الذي يمكن ان تستفيد منه الحركات الاسلامية المتطرفة. ورأت المصادر ذاتها في تعيين وزير الخارجية السابق بوعلام بسايح، الذي شارك في جهود تأسيس الاتحاد المغاربي في عهد الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد، سفيراً لبلاده في المغرب مؤشراً الى ترجمة المساعي المبذولة لإنعاش الاتحاد المغاربي.