ناشدت صونيا عيد والدة جهاد عيد، وهو جندي لبناني معتقل في سورية منذ 1990، أوروبا والرئيس السوري بشار الأسد والاعلام العالمي العمل للافراج عن لبنانيين معتقلين في السجون السورية منذ سنوات. تزور السيدة صونيا، بدعوة من جمعية "سوليدا" للدفاع عن المعتقلين اللبنانيين في سورية، باريس حالياً حيث التقت مسؤولين في الخارجية الفرنسية، ثم تنتقل الى بروكسيل للقاء مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، فإلى جنيف للقاء لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، لعرض قضية المعتقلين. وردت صونيا عيد خلال مؤتمر صحافي في باريس بصوت هادئ ان ابنها اعتقل على جبهة معركة اطاحة العماد ميشال عون في 13 تشرين الأول اكتوبر 1990. وقالت انها تلقت معلومات بأن ابنها نُقل من فندق "بوريفاج" الى عنجر حيث يوجد مركز أمني سوري. وأكدت انها تلقت تأكيداً بوجوده في سجن سوري، عبر شخص افرج عنه بواسطة الوزير السابق ايلي حبيقة. وأفادت ان ابنها جهاد وضع في سجن دمشق في "فرع فلسطين 235"، وانها تمكنت في 1991 من رؤيته بتدبير سري قبل أن ينقل مع 20 آخرين الى سجن آخر. وتقول السيدة عيد ان ابنها لا يزال في سورية وأن الجيش اللبناني استمر يدفع رواتبه طوال 10 سنوات وبعد ذلك عرض على أسر المعتقلين أن يتقاضوا تعويض أبنائهم بعد توقيعهم على اعتراف بأنهم توفوا، لكنها رفضت التوقيع، مشيرة الى ان بعض الأهالي قبل بذلك لأن ظروفهم المعيشية مأسوية. وقالت صونيا عيد ان الدولة اللبنانية شكلت لجنة للبحث في مشكلة المعتقلين إلا أنها رفضت أن تضم اللجنة ممثلاً عن أهالي المعتقلين أو عن الصليب الأحمر أو عن منظمة العفو الدولية امنستي انترناشونال "لأن أهالي المعتقلين لا يثقون بعمل هذه اللجنة". وقالت السيدة عيد انها وجهت رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد ناشدته فيها الافراج عن هؤلاء المعتقلين بمن فيهم ابنها. وأملت بأن تساعد جولتها الأوروبية واتصالاتها مع المسؤولين على الافراج عنهم. وحضرت المؤتمر الصحافي السيدة هالة، التي فضلت عدم كشف اسم عائلتها، وهي كانت اعتقلت في سورية لمدة عشر سنوات. وقالت هالة انها اعتقلت فقط لأنها زوجة أحد ضباط مخابرات الجيش اللبناني على رغم انها لم تتعاط السياسة يوماً. وتحدثت عن التعذيب الذي تعرضت له، من الكرسي الألماني الى الكهرباء الخ... وقالت انها عندما خرجت من السجن في سورية قال لها مسؤول كبير "لقد أخطأنا بحقك يا هالة". والآن هي لاجئة سياسية في فرنسا. وتوقعت مصادر مطلعة ان يثير وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين خلال زيارته لدمشق موضوع حقوق الانسان وأهمية أن تعطي سورية اشارات الى العالم برغبتها في بذل جهود في هذا الاطار.