أكد وزير الاقتصاد التركي كمال درويش ان الحكومة ستتوصل الى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي في موعد اقصاه 28 من الشهر الجاري. وأشار خلال لقاء دعا اليه ممثلي الصحف المحلية الى ان تركيا لن تعود عن هذا البرنامج الى النظام الاقتصادي القديم، وقال: "أحرقنا السفن ولا عودة لنا بعد". وطلب من ضيوفه زرع الأمل والتفاؤل في قلوب المواطنين واعطاء برنامجه الفرصة الكافية وعدم الحكم عليه سريعاً. وكانت أحزاب المعارضة سارعت الى الاعلان عن انها لن تدعم هذا البرنامج في البرلمان. وقال لطفي اسان جون نائب زعيم حزب الفضيلة ان الحزب سيقدم برنامجاً بديلاً للحكومة قريباً، يتضمن حلولاً سريعة للأزمة الاقتصادية الحالية. كذلك أعلن حزب الطريق القويم الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة تانسو تشيلر ان البرنامج فارغ من أي مضمون وأن الوقت حان لاسقاط الحكومة التي تتعلق بقشه برنامج درويش. ومن جهة اخرى، ساد الشارع التركي جوّ من الهدوء بعد تظاهرات الأسبوع الماضي ولم تشهد المحافظات التركية لأول مرة أي تظاهرة احتجاج بسبب انقسام رؤساء الجمعيات العمالية والمهنية في الرأي حول البرنامج. وفي وقت رأى البعض ضرورة اعطاء فرصة لهذا البرنامج، أشارت غالبية الجمعيات الى انه تجاهل احتياجات الشارع وانه لا يشتمل سوى على اصلاحات اقتصادية جذرية يعرف الجميع ضرورة تطبيقها وليست جديدة. وفي الوقت نفسه، شكك المراقبون السياسيون في قدرة الحكومة على تنفيذ ما جاء في البرنامج، ووصفوا قراراته بالصعبة والمهمة، فيما اتفق الخبراء الاقتصاديون على ان البرنامج كفيل برفع مستوى الاقتصاد التركي الى المستوى الأوروبي خلال خمس سنوات، في حال نُفذ بحذافيره، لكنهم أشاروا أيضاً الى خلوّه من أي تدابير عاجلة لانعاش حركة السوق وحلحلة الأزمة، وهو أمر يشير الى جدية درويش وعدم محاولته كسب تأييد الرأي العام على حساب الاقتصاد التركي، كما قال: "لن نبيع مستقبلنا لنشتري حاضرنا". المضربون عن الطعام على صعيد آخر، اعلنت الجمعية التركية للدفاع عن حقوق الانسان امس، وفاة فتاة من عائلة احد السجناء الاتراك المضربين عن الطعام احتجاجاً على مشروع اصلاح السجون. وقال ناطق باسم الجمعية لوكالة "فرانس برس" ان الطالبة كنعان كولاكسيز 19 سنة وعمها سجين، توفيت في اليوم ال137 من اضراب عن الطعام كانت تقوم به دعماً للسجناء في اسطنبول. وبذلك يرتفع عدد ضحايا الاضراب عن الطعام الى 12 شخصاً من بينهم عشرة سجناء واثنان من عائلاتهم. وما زال ما بين 300 الى 400 سجين مضربين عن الطعام احتجاجاً على السجون الجديدة التي تحتوي زنزانات صغيرة بدل العنابر.