هنّأ رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد مواطنيه لمناسبة انتهاء العمليات الأمنية في السجون التركية، مؤكداً أنه قد تم القضاء على بؤر الارهاب في السجون. وأعلن وزير العدل حكمت سامي ترك نهاية عمليات الاقتحام في تسعة عشر سجناً واستمرارها في سجن واحد أخير هو سجن العمرانية في اسطنبول. وأشار ترك إلى أنه تم نقل السجناء إلى سجون جدية أكثر أمناً على الطراز الأميركي، فيما وضع زعماء الجماعات اليسارية في زنزانات فردية. وقال وزير الداخلية سعد الدين طنطان ان السجناء كانوا في حال صحية جيدة، ما عدا قليل منهم قاموا بالاضراب عن الطعام، فيما الباقين خدعوا الحكومة. واظهرت حصيلة اخيرة لضحايا عمليات اقتحام السجون ان 19 قتلوا. وابلغ وزير العدل الصحافيين ان القتلى هم 16 سجينا واثنين من رجال الشرطة. واضاف ان السجناء القتلى "معظمهم لقي حتفه باشعال النيران في نفسه"، مشيراً الى ان 78 سجيناً آخرين اصيبوا بجروح. وعلى رغم استتباب الأمن في السجون فان شوارع اسطنبول وانقرة شهدت تظاهرات وصدامات عنيفة ليل اول من امس، رشق خلالها متظاهرون يساريون سيارات الشرطة وأحرقوا احداها في أنقرة بعدما هرب من كانوا بداخلها. وانتشرت قوى الأمن في الشوارع والساحات العامة تحسباً لوقوع تظاهرات جديدة خصوصاً بعدما وجهت بعض الاوساط انتقادات للطريقة التي ادارت بها الحكومة عملية الاقتحام. وقال ابراهيم بيكاراوغلو نائب حزب الفضيلة وأحد الذين توسطوا بين الحكومة والسجناء: "إن الحكومة استغلتنا لتكسب الوقت وكان في وسعها حل المسألة عن طريق الحوار لو أرادت". وسياسياً، دعمت هذه العملية موقف رئيس الوزراء الذي تبنّاها منذ بدايتها واصبحت حجة في يده يدافع فيها عن نفسه امام نواب البرلمان الذين اتهموه بالتراخي ومساومة الارهابيين وطالبوه بالاستقالة لسوء حاله الصحية، فيما توعدت الاحزاب اليسارية بالاستمرار في تظاهراتها الميدانية. ويخشى ان يعاود السجناء اعتصامهم واضرابهم عن الطعام في سجونهم الجديدة وان كانت السيطرة عليهم الآن اصبحت اكثر سهولة.