اعتبرت أوساط سياسية اسرائيلية الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها وزير الخارجية الاردني الى تل ابيب غدا انتصارا لسياسة حكومة ارييل شارون، خصوصا بعد تصريحات الأخير بشأن "الدويلة الفلسطينية"، وهزيمة للموقف الفلسطيني، خصوصاً الشعبي الذي طالب بمقاطعة الحكومة الاسرائيلية الاكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية. وامعنت اسرائيل امس بالتحكم في تحركات الفلسطينيين من خلال فرض شروط جديدة عليهم وهدم المزيد من منازلهم في منطقة القدسالمحتلة. رحب زلمان شوفال المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالزيارة التي ينوي وزير الخارجية الاردني عبدالإله الخطيب القيام بها الى اسرائيل غداً الاثنين، وهي الاولى على هذا المستوى لاي مسؤول من المسؤولين العرب منذ فوز شارون بمنصب رئاسة الحكومة. ووصف شوفال الاردن بأنه "عامل استقرار وهو مدعو للعب دور خاص في هذا الاطار". وأعرب عن أمله بأن تدفع زيارة الخطيب الى "التأثير على الفلسطينيين لكي يوقفوا اعمال العنف". واعتبر ان الزيارة "تؤكد ان الاردن يواصل العمل لصالح السلام". وربط المسؤول الاسرائيلي بين الزيارة و"تأييد اسرائيل لحصول الاردن على كل المساعدة اللازمة من الولاياتالمتحدة". وفي تصريح يعد محاولة للايحاء بوجود انشقاق في الموقف العربي ازاء الحكومة الاسرائيلية الجديدة قال شوفال ان "المقاربة المصرية اقل ايجابية"، من دون اعطاء تفاصيل اخرى. يذكر ان الولاياتالمتحدة أ ف ب رحبت اول من امس الجمعة بقرار الاردن ارسال وزير خارجيته الى اسرائيل واشادت بجهود عمان لدفع الاسرائيليين والفلسطينيين بالعودة الى طاولة المفاوضات. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكر "ان الاردن دافع من دون كلل عن احلال السلام في المنطقة ونرحب بالزيارة التي سيقوم بها الى اسرائيل وزير خارجيته"، وأشار الى انها زيارة "تندرج في اطار الجهود الجارية لمساعدة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني على وقف العنف واعادة الثقة بينهما ... وخلق جو مناسب للسلام". وتأتي زيارة الخطيب عشية نشر تصريحات لشارون اكد فيها رفضه المبادرة الاردنية - المصرية لإعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائىلي الى طاولة المفاوضات. ومن المقرر ان يجتمع الخطيب مع شارون خلال زيارته. وأعلنت السلطة الفلسطينية على لسان الامين العام لمجلس الوزراء احمد عبدالرحمن إنها "لا تعول كثيراً" على لقاء الخطيب - شارون. وقال عبدالرحمن في تصريحات صحفية ان اللقاء مع شارون الذي يستمر في حصاره وعدوانه على الشعب الفلسطيني "مضيعة للوقت"، واضاف: "لا نتوقع تحولاً دراماتيكياً في موقف شارون" بعد هذا اللقاء. واشار الى ان زيارة المسؤول الاردني تهدف الى البحث في المبادرة الاردنية - المصرية ولكنه تابع قائلاً ان "لا أمل في مفاوضات سلام مع شارون". واستقبل الشارع الفلسطيني نبأ اللقاء المزمع بين الخطيب وشارون باستياء شديد، خصوصاً أنه يأتي في اعقاب تصريحات الاخير بشأن تصوره للدولة الفلسطينية المستقبلية التي لن تزيد مساحتها في نظر شارون عن 42 في المئة من اراضي الضفة الغربية من دون القدس. وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات في تعقيبه على تصريحات شارون ان الاراضي التي تقع ضمن سيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة والمدنية تتجاوز الاثنين والاربعين في المئة التي تحدث عنها شارون. واعتبر عريقات ان اقوال شارون لا تستحق التعليق عليها على اساس انها "مبادرة او افكار اسرائيلية جديدة". وفي هذه الاثناء اعلن رئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت عن تأييده لحملة هدم المنازل التي تنوي وزارة الداخلية الاسرائيلية تنفيذها غدا خصوصا في محيط مدينة القدسالمحتلة. وتستهدف هذه الحملة في يومها الاول 18 منزلاً فلسطينياً، فيما تؤكد مصادر اسرائيلية وفلسطينية وجود مئات المنازل على قائمة الهدم الاسرائيلية. وكشف الفلسطينيون في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية عن شروط جديدة عرضتها قوات الاحتلال عليهم للسماح لهم بمغادرة المدينة المحاصرة او الدخول اليها. وقال المواطنون ان الجيش الاسرائيلي رهن موافقته على مرور السيارات الفلسطينية الخاصة منها والعمومية بوجود نساء داخلها. اما الشاحنات التجارية فاشترط ان تكون مليئة في اللحظة التي تمر فيها عبر الحواجز العسكرية الاسرائىلية التي تحاصر المدينة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل نحو ستة اشهر. واعلن الفلسطينيون رفضهم للشروط الاسرائيلية وأكدوا انهم سيستمرون في استخدام الشوارع الترابية الوعرة ولن يخضعوا للاوامر العسكرية الجديدة التي قالوا انها تهدف الى تكريس تحكم الاحتلال الاسرائيلي في مصائرهم وتحركاتهم. وقال احد المواطنين ل"الحياة" ان "شارون يريد ان يقول لكل فلسطيني انه هو الآمر الناهي في الاراضي الفلسطينية وان علينا ان نتنفس الهواء بعد اخذ اذن منه".