القدس المحتلة - اف ب - نقلت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون عنه زمله في الا "يطغى" الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي على سياسة ادارة الرئيس جورج بوش بل ان تكون لها مقاربة شاملة للوضع في المنطقة. وقال رعنان جيسين مساعد شارون لوكالة "فرانس برس" امس عشية وصول وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى المنطقة ان "شارون لا ينوي التخلي عن عملية السلام، لكنه يعتبر انه لا يمكن للولايات المتحدة واسرائيل ان تنشغلا فقط بالنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وتهملا المقاربة الاقليمية للمشكلات". واضاف ان "طرح حكومة ايهود باراك السابقة وادارة بيل كلينتون اوصل الى طريق مسدود"، مشيرا الى ان "مسائل مثل السباق الى السلاح غير التقليدي لبلد كالعراق هي بالاهمية نفسها بالنسبة الى استقرار المنطقة، مثلما ادرك ذلك تماما الرئيس بوش". وتابع ان "الادارة الاميركية الجديدة استخلصت النتائج التي تفرض نفسها مؤكدة، مثل شارون، ان الافكار التي طرحها كلينتون لم تعد تشكل اساسا للمفاوضات". وقال ايضا ان المناقشات مع باول الذي كان ينتظر وصوله الى اسرائيل مساء اليوم: "لن تتناول خطة للسلام، بل افكار ومقاربات الادارة الاميركية الجديدة ورئيس الوزراء المقبل". وتابع: "سنحاول ايجاد حد اقصى من النقاط المشتركة للعمل بشكل متناغم مع حليفنا الاستراتيجي الكبير". وردا على سؤال عن التخفيف المحتمل للعقوبات الاقتصادية، خصوصا الاغلاق الذي تفرضه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية منذ اربعة اشهر، اعتبر جيسين ان شارون "يؤيد ذلك ... غير انه سيكون من الصعب جدا تخفيف هذه الاجراءات اذا واصل الفلسطينيون اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات او على الباصات الاسرائيلية"، مؤكدا ان "على الفلسطينيين، اذا رغبوا في تجنب انهيار مؤسساتهم، التوقف عن انتهاج سياسة انتحارية، والتصرف بطريقة متماسكة تعيد الهدوء". من جهة اخرى، اعلن زلمان شوفال مستشار شارون خلال مؤتمر صحافي في برلين امس ان "الامل في التوصل الى اتفاق سلام نهائي ومثالي مع الفلسطينيين ليس ممكنا بعد على الارجح". واضاف ان الافضل هو انتهاج سياسة الخطوة خطوة نحو السلام، قائلا: "يمكننا ان نتقدم شيئا فشيئا وبطريقة تدريجية. سننتهي الى اتفاق نهائي، لكن ليس بالضرورة بسرعة". وتابع ان ادارة بوش تعتمد الموقف ذاته من هذا الموضوع. وللتوصل الى سياسة الخطوة خطوة، طرح شوفال شرطا واحدا، وقال مخاطبا الرئيس ياسر عرفات: "لا بد من وضع حد للعنف". وتابع ان "المسؤولية بين يديه. نعتقد انه يسيطر على الوضع اكثر مما يدعي". وكان شوفال زار الولاياتالمتحدة مطلع الاسبوع ثم المانيا حيث التقى ميكائيل شتاينر نظيره لدى المستشار الالماني غيرهارد شرودر، ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. وردا على سؤال هل بامكان المانيا لعب دور الوسيط قال شوفال: "لا اعتقد ان هذا الدور يجب ان يسند الى اي طرف. وربما كان اسناد دور الوسيط الى الولاياتالمتحدة خطأ. وربما ظن الفلسطينيون انهم يتفاوضون فقط مع الولاياتالمتحدة". لكنه اضاف: "اعتقد ان على اوروبا وخصوصا المانيا ان تلعب دورا".