يبدأ وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب غداً أول مسعى عربي مباشر لدى حكومة ارييل شارون، يحظى بدعم مصري ومباركة أميركية، لوضع حد للمواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية واستئناف المفاوضات. وبدا ان الشكوك تحيط بإمكان نجاح الوزير الأردني في مهمته، إذ واصلت إسرائيل الهجمات العنيفة على المواقع المدنية للفلسطينيين، بخاصة في خان يونس ورفح، وداخل مواقع سيطرة السلطة الفلسطينية المنطقة أ. وكان امس يوم تصعيد في المواجهات والتفجيرات،اذ انفجرت سيارة مفخخة قرب تل أبيب، وجرح عشرون فلسطينياً عندما تحولت عملية إسرائيلية لهدم متاجر وموقع أمني فلسطيني و16 منزلاً في رفح إلى مواجهات ضارية شارك فيها عشرات من المسلحين الذين تصدوا لقوة عسكرية إسرائيلية تحركت لهدم متاجر عند بوابة صلاح الدين في رفح قرب الحدود مع مصر. ووقع انفجار ضخم في حي الزيتون في قطاع غزة، وأدى إلى مقتل الناشط في حركة "حماس" محمد ياسين، وسقوط أربعة جرحى بينهم ناشط آخر هو هاني نصار، واكدت اسرائيل ان الحادث وقع اثناء اعداد قنبلة راجع ص3 و4. وامتد التصعيد في المنطقة إلى جنوبلبنان، حيث شنت إسرائيل غارات جوية بعدما أعلن "حزب الله" تدمير دبابة في مزارع شبعا المحتلة. وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها لا تعوّل كثيراً على محادثات وزير الخارجية الأردني في إسرائيل، فيما أبدى وزير الخارجية الأميركي كولن باول تشاؤماً بإمكان استئناف المفاوضات قريباً. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحمد عبدالرحمن، الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني، قوله إن "محادثات السلام مع شارون مضيعة للوقت ولا نتوقع تحولاً دراماتيكياً" بعد لقاء الخطيب - شارون. وأضاف ان زيارة الخطيب إسرائيل "تأتي في سياق المبادرة الأردنية - المصرية المشتركة" لاستئناف عملية السلام، واعتبر أن "لا أمل بمفاوضات مع شارون الذي يستمر في حصاره وعدوانه على الشعب الفلسطيني". لكن إسرائيل رحبت بزيارة وزير الخارجية الأردني، وشددت على "الدور الخاص" الذي يمكن أن يتولاه الأردن. وقال زلمان شوفال، المستشار الديبلوماسي لشارون: "نرحب بهذه الزيارة لأن الأردن عامل استقرار، وهو مدعو للعب دور خاص". وأعرب عن الأمل بأن تدفع زيارة الخطيب الأردن إلى "التأثير على الفلسطينيين كي يوقفوا أعمال العنف"، معتبراً أن الزيارة "تؤكد أن الأردن يواصل العمل لمصلحة السلام". ورأى أن المقاربة المصرية "أقل ايجابية" من دون أن يعطي تفاصيل. ورحبت واشنطن بمهمة الخطيب، وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب ريكر إن "الأردن دافع من دون كلل عن إحلال السلام في المنطقة ونرحب بزيارة الوزير لإسرائيل والتي تندرج في إطار الجهود الجارية لمساعدة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على وقف العنف وإعادة الثقة بينهما وخلق جو مناسب للسلام". لكن هذا التأييد الأميركي، سبقه تشاؤم عبر عنه باول الذي أعلن ليل أول من أمس ان استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمر "صعب جداً"، مؤكداً أنه "لا يزال قلقاً من مستوى العنف" بين الجانبين. وقال للصحافيين الذين رافقوه في طريق عودته من البلقان: "ان نتصور مفاوضات كتلك التي جرت سابقاً، أمر صعب جداً". وزاد: "أخشى أن يراوح الوضع مكانه". لكنه أعرب عن الأمل بأن يسمح استئناف المحادثات المتعلقة بالمسائل الأمنية تحت رعاية أميركية، بتخفيف "العنف".