قرر اثنان من أكبر الأحزاب الروسية الاندماج في حزب واحد وصفه المراقبون بأنه "ركيزة الرئيس" فلاديمير بوتين الذي "بارك" التنظيم الجديد واستقبل زعيميه عشية اعلانه، فيما قرر اليساريون تشكيل كتلة موحدة ل"اعادة التوازن" الى المعادلات السياسية في روسيا. وعقد أمس مؤتمر صحافي للاعلان عن توحيد التنظيمين تحدث فيه وزير شؤون الطوارئ سيرغي شويغو الذي يرأس حزب "الوحدة" الموالي للكرملين ويملك ثاني أكبر كتلة في البرلمان بعد الحزب الشيوعي، ومحافظ موسكو يوري لوجكوف زعيم حزب "الوطن" الذي تحالف مع حركة "كل روسيا" وشكلا كتلة برلمانية موحدة يقودها رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف. وتم الاتفاق بين الاثنين على تشكيل مجلس تنسيقي برئاسة لوجكوف يتولى التحضير لمؤتمر توحيدي يعقد في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأكد محافظ موسكو ان "مرحلة جديدة في تاريخ روسيا حلت". وتوقع انضمام تنظيمات اخرى الى الكيان الجديد الذي وصف بأنه تحالف لقوى يمين الوسط. وفي تأكيد الولاء للكرملين، قال لوجكوف انه وشويغو قابلا رئيس الدولة مساء اول من امس، وانه "بارك" المشروع. وأكد اليكسي غروموف السكرتير الصحافي لرئيس الدولة ان فلاديمير بوتين "ينظر ايجابياً الى قرار تشكيل حزب موحد" واعتبر ذلك "خطوة جدية نحو تشكيل النظام السياسي في روسيا وتوحيد القوى البناءة في المجتمع". ومعلوم ان بوتين كان دعا الى ان يكون النظام السياسي قائماً على عدد قليل من الأحزاب المتنفذة لانهاء التشرذم، ومن الواضح ان التنظيم الجديد سيصبح ركيزة اساسية لرئيس الدولة في البرلمان وأثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال ل"الحياة" مصدر في قيادة حزب "الوطن" ان التنظيم المقترح سيكون له "صوت وطني واضح". وتوقع ان يكون مختلفاً عن الأحزاب اليمينية الموالية للغرب في السياسة "لكنه يقترب منها في الاقتصاد". ولم يستبعد غينادي رايكوف زعيم حركة "نواب الشعب" الموالية لبوتين الانضمام الى الحزب الجديد لاحقاً. وفي هذه الحال، سيكون لأنصار بوتين زهاء 200 مقعد في البرلمان 85 لحزب الوحدة و46 للوطن كل روسيا و62 لنواب الشعب. وأعرب الشيوعيون عن انزعاجهم من قيام التنظيم الجديد. وقال منسق كتلتهم في البرلمان سيرغي ريشولسكي انه يستغرب "اتحاد الاعداء"، مشيراً الى الحملات العدائية المتبادلة التي جرت بين "الوطن" و"الوحدة" عشية الانتخابات البرلمانية عام 1999. ومن جانبه، أشار رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزتيون شيوعي الى ان هذه الخطوة ستحفز قوى يسار الوسط على تشكيل ائتلاف واسع لمواجهة الاتحاد الجديد في الانتخابات المقبلة. كما أعلن قادة أحزاب اليمين عن عزمهم السعي الى تشكيل تحالف ثالث. ويعني الاستقطاب الجديد ان الكرملين سيكون مسيطراً على البرلمان، بل قد يؤمن هناك نسبة الثلثين المطلوبة لاجراء تعديل دستوري يعزز صلاحيات رئيس الدولة ويسمح بتمديد ولايته من 4 الى 7 سنوات، وهي الفترة التي اقترحها عدد من مستشاري الكرملين لتحقيق "الاستقرار".