برهن ثلاثة مدربين اوروبيين يدربون للمرة الاولى في السعودية على كفيتهم وتميزهم على نظرائهم البرازيليين في المسابقات المحلية السعودية. واستطاع مدرب النصر البرتغالي آرثر جورج، والكرواتي لوكا بلازفيتش مدرب الاهلي، والفرنسي سافيت سوزيتش مدرب الهلال احداث نقلة نوعية في الفرق التي يدربونها. وعلى رغم ان البرتغالي الشهير ارثر جورج لم يحقق حتى الان المرتبة الاولى في البطولات والمسابقات التي شارك فيها النصر هذا الموسم واكتفى فريقه بالمرتبة الثانية في ثلاث مناسبات هي كأس الامير فيصل بن فهد، وكأس الكؤوس العربية، واخيراً كأس النخبة وخروجه المبكر من الدور الاول في كأس ولي العهد على يد الطائي، الا ان البرتغالي ذو الشارب الكثيف الذي لا يتوقف عن العبث به اثناء المباريات نجح مع النصر في موسمه الاول. بيد ان عدم تحقيق الفريق لبطولات حتى الان عكس جاره وغريمه الهلال سرب الى الصحافة معلومات عن قرب الغاء عقد المدرب على رغم ان كل من شاهد النصر في الفترات الاخيرة يخرج بقناعة ان المدرب ممتاز وان الاخفاقات من اللاعبين انفسهم. ووضح للمتتبعين لمسيرة النصر خلال الدوري الحالي ان الفريق يشكو ضعفاً وقلة في النجوم ان استثنينا ابراهيم ماطر الذي لم يستطع بعد فترة طويلة من الابتعاد عن الكرة بسبب الاصابات من استعادة مستواه. ويكمن تفوق جورج التدريبي في انه وظف اللاعبين الذي يحتويهم النادي التوظيف الامثل واستفاد من قدراتهم الفنية الاستفادة القصوى داخل الميدان من دون ان يملك لاعباً واحداً ولو كان اجنبياً يستطيع تغيير دفة المباراة كما يملك بعض الاندية الاخرى. اللافت في نادي النصر انه كان في الماضي المنظور منبع النجوم ولو تحصل مدرب الفريق الحالي على لاعبين من عينة "رأس وقدم ماجد عبدالله اليسرى، او عبدالله عبدربه او هاشم سرور او يوسف خميس لكان وضع النصر "البطولاتي" تغير كثيراً الموسم الحالي على الاقل. ووفقاً للسير الطبيعي للامور فان النصر سيعود الى منصات التتويج اذا بقى جورج الى موسم آخر كونه بدأ من بداية الموسم في اعادة النصر الى الطريق الصحيح. وكما فعل ارثر جورج في النصر فعل الكرواتي لوكا بلازفيتش في الاهلي وتوجه بعد يومين فقط من اشرافه على الفريق بعد بداية الموسم بقليل بكأس الاتحاد السعودي بعد سنوات من الاكتفاء بالمرتبة الثانية، واعاد التوهج الى الفريق ولم يخسر خلال 26 مباراة لعبها مباراتان في كأس الاتحاد، و 22 في الدوري، و2 في كأس ولي العهد الا مرتين احداها في الدوري بأربعة من الانصار والاخرى من الهلال في الكأس وبالنتيجة ذاتها، ناهيك عن انه غيّر جلد الفريق تماماً وقلص الى حد كبير من الاهتزازات التي كان يعانيها في مستواه من مباراة لاخرى. وعلى النسق ذاته سار الفرنسي سوزيتش مع الهلال عندما جاء الى الفريق في منتصف الدوري تقريباً وهو في المرتبة التاسعة، وانهى المرحلة التمهيدية في المرتبة الثانية وسجل سبعة انتصارات متتالية على رغم مرحلة انعدام الوزن التي كان يمر بها الفريق اثناء بداية تسلمه الفنية. والعقلانية والواقعية هما ابرز الصفات التي تميز المدربين الاوروبيين الثلاثة. فمدرب الهلال تعرض قبل نحو اسبوعين عندما اشرك البدلاء في مباراة القادسية الدورية وانتهت بالتعادل وافقدت الفريق فرصة ملاحقة الاهلي على المرتبة الاولى للدوري، لهجوم كاسح من الصحافة الهلالية ومحبي الهلال وجردته من مميزاته واتهمته بالجهل كونه اراح الاساسيين لمباراة الاهلي التي اعقبت مباراة القادسية بأربعة ايام. لكن الفوز الكاسح على الاهلي بعد مباراة القادسية بأربعة ايام وضعت المدرب في مصاف المدربين الدهاة وهو الامر الذي تكرر تقريباً في المباراة الاخيرة للهلال مع الصفاقسي والتي مكنت الاول في النهاية من اضافة لقب النخبة الى خزائنه التي تعاني تخمة كؤوس والقاب. وعلى رغم كثرة المدربين البرازيليين الذين دربوا في السعودية ومنذ اواخر السبعينات، الا ان احداً منهم لم يسمع منه انتقاد لاسلوب ضغط المباريات المتبع في المسابقات المحلية الكروية بعكس الاوروبيين وخصوصاً مدربي الاهلي والهلال. فالاول وصف ما يحدث في المسابقات المحلية انه لا يحدث في اي مكان في العالم، والثاني وصف طريقة ضغط مباريات النخبة الاخيرة الى مراسل القناة الفضائية السورية بأنه ضد الانسانية مروراً بانتقاداته المتكررة للمباريات التي تصل الى ثلاث في الاسبوع لفريقه. ودخل على خط انتقاد ضغط المباريات المحلية مدرب المنتخب السعودي الجديد اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش عندما وصفه بأنه سبب تردي الحضور الجماهيري وضعف المستوى، ولم يوفر المدرب ايضاً الاتحاد الآسيوي عندما قال انه لا يعرف كيف سيلعب منتخب السعودية بعد اقل من اربعة اشهر التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم ضد منتخبات لا يعرفها حتى الان وفضلاً عن أن مواعيد مبارياته في هذه المرحلة لم تحدد بعد.
