مطلع أيار مايو المقبل، ستكون "التقليعة" الجديدة في لبنان لتلفزيون UTV الذي بدأ البث التجريبي منذ الصيف الفائت محلياً وفضائياً. قصة هذه المحطة وتاريخها يعيداننا حتماً الى مرحلة سوداء في تاريخ الإعلام التلفزيوني اللبناني وتحديداً الى عام 1994، حين أقفلت الحكومة اللبنانية عدداً من المحطات التلفزيونية بعد إصدار قانون البث المرئي والمسموع، بحجة أنها لا تتوافق وشروط هذا القانون، التعجيزية في غالبيتها، مرخصة في الوقت نفسه لعدد من المحطات التابعة لجهات سياسية معينة. وبعد أعوام من محاولة الولادة من جديد، حصل تجمع بين عدد من التلفزيونات التي أقفلت وأبرزها CVN و"المشرق" و"أليسار" وAntenne plus ورخص لها أخيراً تحت إسم UTV، وبدأت البث مطلقة شبكة برامج خاصة بشهر رمضان. وتعمل في المحطة اليوم مجموعة صغيرة ستتوسع لتضم العشرات لاحقاً، خصوصاً مع بدء البث الفضائي، بعد التعاقد مع القمر الاصطناعي "نايل سات". ويرى مرجع مسؤول في المحطة أن "معاودة البث في هذه المرحلة بالذات تشكل تحدياً حقيقياً بوجود منافسة قوية وأوضاع إقتصادية وإعلانية صعبة جداً، والعمل يتم اليوم بالتمويل الذاتي، على ان تتغير الأمور مع بدء البث الرسمي في تشرين الأول اكتوبر المقبل مع شبكة البرامج الجديدة". ويضيف: "نعمل بخطوات ثابتة، ولا نخطو خطوة واحدة إلا بعد أن نغطي مصاريفها كاملة، من هنا نتأخر قليلاً في تغطية كل المناطق". لا يطرح هذا التلفزيون الجديد نفسه كنموذج جديد أو كتحد أو حتى كمنافس عتيد، بل ينطلق من الواقع والمطلوب. "اعتمدنا بث الأغنيات المصورة في الفقرات الصباحية، وهي تلاقي قبولاً كبيراً خصوصاً أن الناس ملوا الكلام الذي لا يجدي نفعاً. ولدينا برامج مثل "خيرها بغيرها" من نوع الكاميرا الخفية، ويقدمه ويعده سامي سليمان، ثم "طب الأعشاب" وبرنامج "رحلة" الذي يلقي الضوء على آثار عدة من لبنان، وأخيراً الفقرة المسائية للأفلام والمسلسلات الأميركية والأفلام المصرية. ومطلع أيار المقبل ستضاف الى هذه البرامج أخرى جديدة مثل "المطبخ" وفقرة عن "إعداد الحلويات" وبرنامج رياضي ومسلسلات مكسيكية مدبلجة، بعضها عرض سابقاً وبعضها الآخر جديد، فضلاً عن رسوم متحركة للأطفال". أما البرامج السياسية ونشرات الأخبار فستنطلق في تشرين الأول المقبل "وستتميز المحطة بأنها ستستقبل وجهات النظر الموالية والمعارضة على حد سواء. والجديد الذي يطرحه تلفزيون UTV تخصيصه فقرات ثابتة ومتنوعة للمرأة سيحصر تقديمها وتصويرها وإخراجها بفريق عمل نسائي فقط لا غير". وماذا عن الإنتاج المحلي؟ يجيب المصدر المسؤول في المحطة "أنه سيقتصر في المرحلة الأولى على الانتاج الخفيف من برامج المنوعات والبرامج الإجتماعية، أما إنتاج المسلسلات المكلف كثيراً فمدرج ضمن خطة البرامج الجديدة، وفي الوقت الحاضر سنشتري إنتاجاً محلياً جاهزاً وسنبدأ بإنتاجنا الخاص بعد سنة من انطلاق المحطة". ويشدد المصدر على "أننا لن ندخل في منافسة مع أحد في الوقت الحاضر، لأنهم أوقفونا فعطلونا فأعاقونا، ونحن نعود لننطلق من جديد". ويتمنى على الدولة اللبنانية "أن تعيد النظر جذرياً في قانون الإعلام لأنه تعجيزي تماماً، ولأن الحد من حرية الإعلام غير ممكن في عصر الفضائيات التي ستصل قريباً الى كل بيت من دون اشتراك. من هنا يجب ألا ننعش الفضائيات على حساب الإعلام المحلي. تكلمنا مع وزير الإعلام غازي العريضي وهو متفهم تماماً وضعنا، كونه إعلامياً، ووعدنا بوضع قانون جديد وعصري للإعلام".