بعد 24 ساعة على اقتحام الجيش الاسرائيلي مخيم خان يونس للاجئين حيث استشهد مواطنان وجرح نحو 40 آخرين وشرد 500 مواطن وهدم 31 منزلا، قتلت قوات الاحتلال صباح امس في المخيم نفسه الشاب حافظ مصبح 30 عاماً واصابت صديقاً له كان معه في سيارته يدعى محمد صيام بعيار ناري في قدمه. وشيع آلاف الفلسطينيين امس جنازات مصبح وضابط امن مسيحي وفتى في الخامسة عشرة. وجاء ذلك بعد اعلان مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين ان الاجتماع الامني بين الجانبين عقد في اجواء ايجابية. غزة - "الحياة"، أ ف ب - كان مصبح قد اوقف سيارته لتفقد خلل فيها فاطلق جنود النار عليه من موقعهم عند مستوطنة "نفيه دكاليم" فاردوه قتيلا. وشيع أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني جثمان صبح في خان يونس. وتوعد المشيعون "بالانتقام من اسرائيل" ورددوا هتافات تدعو "للموت لاسرائيل وأميركا". كما رفعوا اعلاما فلسطينية وصورا لشهداء انتفاضة الاقصى ولافتات كبيرة كتب على احداها "ايها الصهاينة والمستوطنون ارحلوا عن ارضنا" وكتب على اخرى "الانتفاضة مستمرة حتى التحرير". كما شيع الفلسطينون امس شهيدين آخرين سقطا برصاص وشظايا القذائف الاسرائيلية، احدهما اول مسيحي يسقط في غزة نتيجة قصف الجيش الاسرائيلي، وشارك نحو الف فلسطيني في تشييع جنازته. وسقط الرائد الياس سمعان عيد 50 عاماً بشظايا قذيفة مدفعية اطلقها الجيش الاسرائيلي خلال عملية اقتحام مخيم خان يونس الغربي جنوب القطاع فجر الاربعاء. وكان عيد المرافق الشخصي لقائد الامن الوطني في جنوب قطاع غزة، وتوجه مشيعوه في مسيرة حاشدة الى مقر حركة "فتح" الرئيسي في غزة حيث جرى له وداع رسمي حافل. وانطلق الموكب الجنائزي الرسمي والشعبي الذي تقدمه عدد من المسؤولين ورجال دين مسلمون ومسيحيون من مقر حركة "فتح" الى دير اللاتين في غزة حيث جرى قداس جنائزي في كنيسة العائلة المقدسة في الدير. وناشد الاب مانويل مسلم راعي الكنيسة وطائفة اللاتين بابا الفاتيكان بالقول "يا قداسة البابا ارفع صوتك عاليا وناد بتحرير الانسان الفلسطيني صوتك صوت المسيح وصوت الحق". واضاف مسلم في كلمته التأبينية: "انتم ايها الدول المسيحية الذين تزودون اسرائيل بآلات الفتك والصواريخ"، وتابع: "انتم مع عوفاديا يوسف احد كبار الحاخامات اليهود باسرائيل تزودون اسرائيل بكميات كبيرة من الصواريخ ويسقط الشهداء منا باعداد لا تحصى، بطل وراء بطل"، مشددا على "حق اللاجئين الفلسطينين في العودة الى ارضهم". وعبر المشيعون خلال هتافاتهم عن غضبهم وسخطهم على "العدوان الاسرائيلي والقصف اليومي ضد الشعب الفلسطيني الاعزل". وأكد الطيب عبدالرحيم الامين العام للرئاسة في كلمته نيابة عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان "الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه، موحد في الدفاع عن ارض الاقصى وكنيسة القيامة والمقدسات وسنبقى على الدرب حتى نقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وأشاد عبدالرحيم بعيد "الذي سطر مع رفاقه ملحمة بطولية في معركة خان يونس". وكانت شاركت عشر دبابات للجيش الاسرائيلي تساندها المروحيات والمدفعية في الثانية من صباح الاربعاء في اقتحام مخيم خانيونس الغربي حيث سقط قتيلان من بينهم الرائد عيد وجرح اكثر من اربعين وقامت جرافات عسكرية بهدم 31 منزلا عند مشارف المخيم. ووري جثمان عيد في مقبرة الكنيسة في دير اللاتين. واطلق مسلحون شاركوا في التشييع النار في الهواء فيما احرق عدد من الملثمين علما اسرائيليا. كما شارك مئات الفلسطينيين في جنازة الفتى محمود بركات ابو دان 15 عاما الذي توفي امس الاربعاء متاثرا بجروحه التي اصيب بها خلال مواجهات الجمعة الماضية في منطقة المنطار كارني شرق غزة. ورفع المشيعون اعلاما فلسطينية ورايات "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"حزب الله" اللبناني واحرقوا اعلاما اسرائيلية واميركية. وهتف المشيعون في المسيرة الجنائزية بشعارات تدعو المجتمع الدولي "لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني". واطلق الفلسطينيون خلال الساعات ال24 الماضية حتى عصر امس اكثر من 10 قذائف هاون استهدف معظمها مستوطنات يهودية داخل قطاع غزة واطلقت اثنتان منها على مستوطنة "نتيف عسران-10" الواقعة شمال بيت حانون داخل اسرائيل. وردت قوات الاحتلال باطلاق النار بالرشاشات الثقيلة في اتجاه المنازل المقابلة للمنطقة الصناعية الاسرائيلية اريز ما ادى الى الحاق اضرار فيها. واصيب جنديان اسرائيليان بجروح امس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال اشتباك مسلح مع فلسطينيين. وقالت المصادر الفلسطينية ان انفجارا وقع صباح امس قرب الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين تبعه اطلاق نار في اتجاه الجنود الاسرائيليين. وجرح عسكري اسرائيلي ثالث بالرصاص على الطريق المحوري بين بلدة بيت جالا الفلسطينية ومستوطنة "غيلو" اليهودية جنوب شرقي القدس.