بيروت "الحياة" - أصيبت شقيقة الوزير اللبناني السابق والنائب الحالي أكرم شهيب من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط وابنتها، ووالدة خطيبة الأخيرة بجروح متفاوتة قبل ظهر امس، في انفجار "هدية ملغومة" في منزل الاولى في مدينة عاليه، وصفه جنبلاط بانه "عمل ارهابي" في حين قال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية انه حصل "لاسباب شخصية بحت". واتخذ الحادث بعداً سياسياً في ظل الاجواء المشحونة التي يشهدها لبنان نتيجة التجاذبات السياسية، التي كان يمكن ان تصل الى ذروتها أمس نظراً الى دعوات عدة متعارضة الى تظاهرات لم تحصل، إما نتيجة مخاوف من اصطدام المتظاهرين المطالبين بخروج القوات السورية مع المطالبين ببقائها، وإما نتيجة التدابير الأمنية القاضية بمنع التظاهر. راجع ص2 و3 وانتهى يوم امس من دون تظاهرات في الشوارع، باستثناء اتباع "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" الأحباش الموالية لسورية الذين تجمهروا أمام أحد مراكزهم، حاملين الفؤوس والسكاكين والعصي، فيما عكّر حادث انفجار "الهدية الملغومة" في منزل انسباء شهيب، صفو الأمن، خصوصاً ان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط اعتبره "عملاً ارهابياً". وقال: "الارهاب لا يحل شيئاً ولم يحل شيئاً والمطلوب الحوار...". ورأى وزير الاعلام غازي العريضي، عضو قيادة الحزب ان "هذه الرسالة لا تستهدفنا فقط انها تستهدف الاستقرار في لبنان". واستغرب شهيب "التسريبات الاعلامية التي تضعه في خانة الخلافات الشخصية مستبقة نتائج التحقيق"، معرباً عن خشيته "ان يكون مدبراً"، وذلك في رد على ما نقلته وكالات انباء عن مصدر في اجهزة الامن اللبنانية، ومفاده ان الحادث ليس له طابع سياسي. ووقع الانفجار حين وجدت هدية على باب منزل السيد داود جمال الدين، ففتحتها خطيبة ابنه الموجود في كندا جيهان التي تتهيأ للزواج قريباً، وأصيبت مع والدتها سناء شهيب شقيقة النائب شهيب وربة المنزل السيدة سميرة جمال الدين والدة خطيب جيهان. والأخيرة فقدت إحدى عينيها نتيجة الانفجار. وذكرت مصادر قضائية ل"الحياة" ان التحقيقات الأولية شملت جمال الدين الذي أفاد انه حين فتح باب منزله الذي يقع في الطبقة الأولى فوجد هدية وأدخلها الى المنزل، وحاول فتحها بعدما أزال ورقة الغلاف، لكنه لم يفلح، فتركها جانباً وتناول الفطور مع عائلته وغادر المنزل قاصداً مختار البلدة. وقامت النسوة في ذلك الوقت بفتح الهدية فانفجرت بهن. وقالت المصادر: "قد تكون العبوة عبارة عن "رمانة"، وعلى كل حال ننتظر تقرير خبراء المتفجرات. وأشارت، بحسب افادة جمال الدين، ان الهدية توحي كأنها ساعة وكتب على غلاف الهدية gift to david jamaledden ولا شيء يوحي بأنها جاءت من خارج البلاد. واقتصر التحقيق على الاستماع الى افادة الوالد، في انتظار تماثل الجريحات الثلاث للشفاء للاستماع الى افاداتهن. وأحال مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي مارون زخور، بحسب بيان صدر في هذا الشأن، ملف التحقيق في "انفجار القنبلة اليدوية في منزل جمال الدين على النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، بحسب الاختصاص، بعدما تبين من التحقيق الذي اجراه شخصياً في مكان الحادث ان الانفجار استهدف صاحب المنزل لأسباب شخصية بحت، لا بسبب دوافع اخرى". ومساء عقدت كتلة "اللقاء الديموقراطي" النيابية التي يترأسها جنبلاط اجتماعاً للبحث في الحادث والاجواء السياسية، خصوصاً ان جنبلاط يزور قبل ظهر اليوم الرئيس إميل لحود بعد طول انقطاع.