انشغل الوسط السياسي في لبنان، لا سيما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كشف ملابسات اختفاء أحد أبرز مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي شبلي العيسمي من شارع الزهور في عاليه أثناء ممارسته رياضة المشي، وفي مكان لا يبعد كثيراً من منزل ابنته المتزوجة من أحد أبناء البلدة. وفي التفاصيل ان العيسمي الذي تولى منصب الأمين العام المساعد لحزب البعث عند تأسيسه بقيادة أمينه العام ميشال عفلق وهو من مواليد السويداء في جبل العرب في سورية ويبلغ من العمر 87 سنة، بدأ يتردد على لبنان منذ أكثر من أربع سنوات ونصف سنة ويقيم مع ابنته في عاليه. وهو اعتاد ممارسة رياضة المشي في الرابعة والنصف عصر كل يوم، وشوهد آخر مرة في شارع الزهور عصر أول من أمس ثم اختفى أثره مع انه لا يحمل في جيبه أية أوراق ثبوتية أو هاتفاً خليوياً. وما ان انتشر خبر اختفائه حتى سارع أهالي عاليه وأقاربه الى الاتصال بجنبلاط وبعدد من مسؤولي «التقدمي» وعلى رأسهم نائب المنطقة الوزير أكرم شهيب الذي اهتم شخصياً وتحرك باتجاه القيادات الأمنية لمعرفة مصيره وظروف اختفائه خصوصاً بعدما تأكد أنه لم يغادر لبنان... وزار عدد من أقارب العيسمي جنبلاط في منزله في كليمنصو في بيروت لمتابعة الاتصالات الجارية وكشف ملابسات اختفائه، خصوصاً ان العيسمي يتردد الى لبنان بعلم الجميع ولا يقوم بأي نشاط سياسي. وكان العيسمي يقيم في بغداد وغادرها قبل سقوط نظام الرئيس صدام حسين في آذار (مارس) 2003 على أيدي القوات الأميركية وانتقل منها الى عمان ومن ثم الى اليمن والقاهرة ليستقر بعدها بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية. وتربطه صداقة وطيدة مع قدامى حزب «البعث» قبل انقسام الحزب، استمرت بعد انقسامه الى حزبين سوري وعراقي. ويذكر أيضاً أن العيسمي يوزع إقامته بين لبنان بضيافة ابنته والولايات المتحدة الأميركية لدى ولديه، وهما طبيب وأستاذ جامعي يدرّس في إحدى الجامعات الأميركية. ويقضي معظم أوقاته أثناء إقامته في عاليه بمطالعة الكتب الى جانب هوايته اليومية في ممارسة رياضة المشي وهو يتمتع بصحة جيدة. على رغم تقدمه في السن.