} صعدت الولاياتالمتحدة أمس لهجتها ضد الصين في شأن حادث التصادم الجوي بين طائرتين تابعتين لسلاح جو البلدين. وحذر الرئيس جورج بوش بكين من مخاطر التباطؤ في اطلاق طاقم طائرة التجسس التي هبطت اضطراراً في جزيرة هاينان الصينية في حين لمحت واشنطن الى احتمال اللجوء الى فرض عقوبات تجارية في حال فشل الخيار الديبلوماسي. بكين، واشنطن - رويترز، أ ف ب - حذر الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الصين من ان علاقاتها بالولاياتالمتحدة قد تشهد تدهوراً، في حال طال الانتظار لإيجاد حل لأزمة طائرة التجسس الأميركية. وقال بوش الذي كان يقف الى يمينه وزير الخارجية كولن باول وإلى يساره وزير الدفاع دونالد رامسفلد: "كل يوم يمر، يزيد من مخاطر تضرر علاقاتنا بالصين ونأمل ان تحل هذه القضية سريعاً". واضاف ان الولاياتالمتحدة تواصل التفاوض مع الصينيين لاطلاق افراد الطاقم ال24، مشيراً الى ان "الديبلوماسية تحتاج الى وقت". وقال: "نحن نعمل وراء الكواليس وكل القنوات الديبلوماسية مفتوحة، ونجري مناقشات مع الصينيين. وقد آن الأوان لعودة جنودنا حتى لا يلحق الضرر بعلاقتنا". وكرر الناطق باسم البيت الابيض اري فلايتشر ان الولاياتالمتحدة لا تنوي الاعتذار عن الحادث ولو كشف التحقيق وقوع اخطاء اميركية. وتطالب الصينالولاياتالمتحدة بالاعتذار عن الحادث الذي وقع في اول نيسان ابريل الجاري عندما تصادمت طائرة التجسس الاميركية في الجو مع مقاتلة صينية. و كانت واشنطن لوحت بمواقف متشددة في مجال التجارة الحيوي، في وقت دخل طاقم الطائرة الاميركية يومه العاشر في الحجز. وأدلى باول، أول من أمس، بتصريحات متشددة قائلاً ان ليس هناك ما يدعو الى تقديم اعتذار، وان على السلطات الصينية الافراج عن الاميركيين في سرعة، وأن الضرر يمكن ان يطاول المجال الاقتصادي، لأن الصين تخاطر بفقد الاصوات المؤيدة لها في الكونغرس، وهي تحتاج اليها، في شدة، من اجل الاحتفاظ بوضع الشريك التجاري. ويأمل المصدرون الى الصين الا يتطور الخلاف القائم بين الولاياتالمتحدةوالصين في شكل يحرمهم أكبر أسواق التصدير للمنتوجات الصينية. لكن شركات محلية عدة أعربت أمس عن اعتقادها ان النزاع بين الجانبين لن يؤدي الى الغاء وضع العلاقات التجارية الأولى بالرعاية الممنوح للصين. وقالت الناطقة باسم مجموعة "شيامين" للتجارة الدولية جانغ يانيان ان "الامر كله يتوقف على طريقة حل المشكلة، لكنني لا اعتقد شخصياً ان الولاياتالمتحدة سترد رداً انتقامياً خطيراً يستهدف صادراتنا". وتصدر مجموعة "شيامين" الى الولاياتالمتحدة الماغنيزيوم والاغذية المعلبة. وقال مسؤول في شركة "جيانغسو" لتصدير الملابس واستيرادها: "لم نشهد اثراً بعد، ولكن اذا استمر هذا الوضع فسيظهر الأثر بكل تأكيد". و"جيانغسو" التابعة لمجموعة "سينتي انترناشيونال" بين أكبر 50 شركة مصدرة في الصين. وفي العام الماضي وافق الكونغرس الاميركي على منح الصين وضع العلاقات التجارية العادية الدائمة الذي يسمح للصادرات الصينية بدخول السوق الاميركية برسوم مخفوضة، مثل السلع الواردة من معظم دول العالم. لكن قرار الكونغرس صدر مشروطاً بعضوية الصين في منظمة التجارة العالمية. وتوضح الأرقام الاميركية ان الصين حققت فائضاً تجارياً ضخماً يبلغ 84 بليون دولار في تجارتها مع الولاياتالمتحدة، العام الماضي. وبلغت صادرات الصين الى الولاياتالمتحدة، العام الماضي، 100 بليون دولار، أي ما يوازي اكثر من ستة امثال وارداتها من المنتوجات الاميركية، لتحتل بذلك المرتبة الرابعة في قائمة أكبر شركائها التجاريين. ومع تزايد التوتر على الجانبين، قالت مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ان الرئيس بوش سيرد "بأسلوب انساني" على رسالة غاضبة بعثت بها زوجة الطيار الصيني الذي فقد منذ تصادم الطائرتين. وفي تكرار لحملة اعلامية تزامنت مع القصف الاميركي لسفارة الصين في بلغراد التي قالت واشنطن إنه حدث عن طريق الخطأ خلال غاراتها على يوغوسلافيا عام 1999، بعثت روان جيوكن من مستشفى ترقد فيه برسالة الى بوش اتهمته فيها بالجبن في معالجته الحادث، وتشويه صورة زوجها وانغ وي. وقال مسؤول في البيت الابيض إن بوش أعد رسالة الى روان سيبعث بها الى السفارة الاميركية في بكين لتسلمها الى وزارة الخارجية الصينية فتنقلها، بدورها، الى زوجة الطيار الصيني المفقود. الى ذلك، أعلن الملحق العسكري الاميركي في الصين نيل سيلوك، في ختام لقائه الرابع أمس طاقم الطائرة، ان أفراده "في حال ممتازة، ومعنوياتهم عالية جداً". وقال ان اللقاء الذي استمر 40 دقيقة عقد في اجواء مريحة، وانه سلم العسكريين ال24 المحتجزين رسائل الكترونية من عائلاتهم. وأضاف ان ظروف اعتقالهم صحيحة وانهم يقيمون في بيت للضيافة مزود مكيفات هواء. وفي هونغ كونغ، ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أمس ان طياراً صينياً طلب السماح له باسقاط طائرة التجسس بعدما شاهد الاصطدام بينها و بين المقاتلة الصينية.