نفت بكين إعلان واشنطن اقتراباً «خطراً» لمقاتلات صينية من طائرة استطلاع أميركية فوق بحر الصين الجنوبي. وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال أن مطاردتين صينيتين اقتربتا «في شكل خطر» من الطائرة الأميركية، أثناء إجرائها «دورية روتينية» في «المجال الجوي الدولي» الثلثاء الماضي. وأضاف أن الوزارة تستخدم «قنوات ديبلوماسية وعسكرية ملائمة» للردّ على الحادث. وعلّق ناطق باسم الخارجية الصينية مشدداً على أن «ما يقوله الأميركيون ليس صحيحاً». وأشار الى اقتراب طائرة الاستطلاع الأميركية، وهي من طراز «اي بي-3» من جزيرة «هينان» الصينية، مضيفاً أن مقاتلتين صينيتين لحقتا بها وراقبتا كل شيء، مع حفاظهما على «مسافة أمنية» ومن دون تنفيذ «مناورات خطرة». واعتبر أن طلعات الاستطلاع «المتواترة» التي تنفذها مقاتلات أميركية في المنطقة، تشكّل «تهديداً خطراً» للأمن الصيني، بحراً وجواً، وحضّ الولاياتالمتحدة على «وقف فوري لنشاطات التجسس ومنع تكرارها». ويأتي الحادث بعد أسبوع على إرسال بكين مقاتلات، لدى اقتراب سفينة تابعة للبحرية الأميركية من أرخبيل متنازع عليه في بحر الصين الجنوبي. وكانت بكين اعترضت طائرة تجسس أميركية عام 2014، إذ نفّذ طيار مقاتلة صينية مناورات بهلوانية حول الطائرة الأميركية. وعام 2001، تأزّمت العلاقات بين بكينوواشنطن، بعدما أدى اصطدام مقاتلة صينية بطائرة استطلاع أميركية، الى مقتل الطيار الصيني واحتجاز الطاقم الأميركي في «هينان». كما يأتي الحادث عشية جولة للرئيس الأميركي باراك أوباما في آسيا، تشمل المشاركة في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في اليابان، وأول زيارة له لفييتنام، علماً أن واشنطنوبكين أعلنتا عام 2015 اتفاقاً على خط ساخن عسكري وقواعد اشتباك تحكم المواجهات الجوّية. وتزعم بكين سيادتها على غالبية بحر الصين الجنوبي الذي تمرّ عبره سنوياً تجارة عالمية تُقدر قيمتها بخمسة تريليونات دولار، فيما تدّعي الفيليبين وفيتنام وماليزيا وتايوان وبروناي سيادتها على أجزاء من البحر. وتتهم واشنطنبكين بعسكرة البحر، بعد تشييدها جزراً اصطناعية، فيما تنتقد الصين دوريات بحرية أميركية متزايدة، ومناورات تنفّذها الولاياتالمتحدة في آسيا، وباتت تطالب باعتبار منطقة 12 ميلاً حول مناطق الردم، ضمن مياهها الإقليمية ومجالها الجوي.