اشتهر "جدّه الاقدم" الديناصور "تايرانوسورس ريكس"، كأشرس ملتهم للحوم الحيّة، وأعطاه فكه المزود بصفوف منشارية من الأسنان القاسية صورة وحش ماء مرعب... لكن الحمى القلاعية رمت بالتمساح الى أفواه الناس المرتعبين من لحوم البقر والخراف. وأعلن كامثورن تيمسيسبرنغ مدير شركة تايلندية للحوم التماسيح انه بصدد تصدير أول طن من لحم "وحش الماء" الى أوروبا، وتحديداً ألمانيا. وتسبب تضافر الحمى القلاعية مع جنون البقر، في موجة ذعر عالمية من لحوم الماشية. ففي القاهرة، اعاد عيد الأضحى الى المصريين ميلاً الى استهلاك لحم الجمال، اعتقاداً بخلوها من الأمراض. وفي لبنان، عدلت أعداد متزايدة من المستهلكين سلوكها اليومي، وأقبلت على الدواجن والأسماك والخضار والفواكه. ويبدو ان المزاج الألماني وجد الحل في لحم التمساح. وفي دورة الألعاب الأولمبية لختام القرن العشرين في "سيدني"، تناقلت وكالات الأنباء أخباراً متواترة عن اقبال الرياضيين الاستراليين على أكل لحم التمساح، على شكل أطباق متنوعة شملت نوعاً خاصاً من الهامبرغر "التمساحي". ووصف رياضيو استراليا لحم التمساح بأنه طيب وطري، ويتقارب مذاقه مع لحوم الدجاج. وتنتشر عادة أكل لحم التمساح في الصين وتايوان، ويصدّر تيمسيسبرنغ أطناناً من تلك اللحوم اليها شهرياً. وتعتبر أوروبا سوقاً جديداً للتماسيح، وتلقى تيمسيسبرنغ طلبات من الدنمارك، اضافة الى المانيا التي طلبت تزويدها 15 طناً شهرياً. وتسود لدى شعوب شرق وجنوب شرقي آسيا معتقدات تقول بقدرة بعض أنسجة التمساح وأسنانه على شفاء الأمراض وتعزيز القدرات الجنسية.