} وضعت بريطانيا أمس قواتها المسلحة في حال تأهب للمساهمة في الحد من انتشار وباء الحمى القلاعية الذي امتد الى اربع مزارع جديدة، ليرتفع عدد المزارع المصابة الى 22. وانضمت الامارات العربية المتحدة وكرواتيا الى دول الاتحاد الأوروبي التي فرضت حظراً شاملاً على الماشية واللحوم البريطانية، في حين اقفلت السلطات الالمانية مزرعتين للاشتباه بوجود الوباء، وذلك في ظل تفاقمه الذي تحول كارثة بالنسبة الى مربي المواشي البريطانيين، خصوصاً انه اعقب مرض "جنون البقر"، ما يهدد بأزمة اقتصادية تنعكس سلباً على حكومة رئيس الوزراء توني بلير التي قد تؤجل موعد اجراء الانتخابات العامة، الى الصيف المقبل. لندن، بون، دبي- "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب أعلنت وزارة الزراعة البريطانية امس ان القوات المسلحة الملكية عرضت خدماتها للمساعدة في الحد من انتشار وباء الحمى القلاعية، وانها وُضعت في حال تأهب لهذه الغاية. وكشف رئيس مكتب البيطرة البريطاني جيم سكودامور عن وجود اربع مزارع جديدة ماشيتها مصابة بالوباء، اثنتان منها في ويلز، وواحدة في لانكشاير وأخرى في هيرفورد. وأضاف ان "رقم المزارع المصابة يرتفع كلما اجرينا مزيداً من الفحوص". وأشار الى ان هذا الانتشار السريع قد يؤدي الى ان تستغرق معالجة الوباء اكثر من شهر. ومن المتوقع ان يضطر رئيس الوزراء توني بلير الى تأجيل موعد الانتخابات البرلمانية المقررة بين نيسان ابريل وأيار مايو المقبلين الى الصيف المقبل. وأعلنت حكومته برنامجاً قيمته 242 مليون دولار لتعويض مربي المواشي البريطانيين. وأدى انتشار الوباء الى تعليق عدد من النشاطات الرياضية بينها دورة دولية في "الرغبي" في بريطانيا تحسباً لانتقال الفيروس من مناطق مصابة الى اخرى سليمة. واتخذت الدول الأوروبية اجراءات صارمة، الى حد ما، لمكافحة الحمى القلاعية، منذ اعلان ظهورها بين قطعان الماشية في بريطانيا التي وعدت شركاءها الأوروبيين بالتزام اكبر مقدار من الشفافية في شأن هذا المرض. ولكن يصعب اعتبار الاجراءات البريطانية المتخذة كافية، لأن وضع حد للوباء لا يتم الا بالتعرف الى مصدره. وتؤكد اوساط الطب البيطري ان فيروس الوباء الحالي هو من نوع "او" غير المتوطن في بريطانيا والذي يعيش عادة في أوروبا الوسطى وروسيا. ويرجح ان يكون تزايد حركة انتقال المواشي بفعل التغييرات الاقتصادية التي حدثت في تلك الدول، فاقم في اختلاط أصول الفيروسات، وبالتالي، في قدرتها على الانتشار السريع. ويسود أوروبا خوف مبرر من انتقال الفيروس عينه، سواء عبر مواشٍ بريطانية استوردت قبل اكتشاف الوباء، او عبر مواشٍ تأتي من دول اوروبا الوسطى. ومعروف ان اليونان، وهي دولة حديثة العضوية في السوق الأوروبية المشتركة، عانت موجة حمى قلاعية قبل نحو سنتين. الحصار الأوروبي وفي الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حيث فرض حظر على استيراد اللحوم والحيوانات الحيّة ومشتقات الحليب البريطانية منذ الاربعاء الماضي، لم تسجل اي اصابة بالحمى القلاعية حتى مساء أمس سوى واحدة في ايرلندا الشمالية. واشتبه في وجود حالات في المانيا، ما دفع السلطات الى اغلاق مزرعتين في ولاية راين الشمالية. وفي فرنسا، كلفت السلطات البيطرية احصاء المزارع التي تلقت من بريطانيا في الايام الثلاثين الاخيرة "حيوانات من الاصناف الحساسة" للحمى القلاعية. وتبين ان 47 ألفاً من الخراف استوردت. وعملياً، ذبحت هذه الكمية بكاملها، ولكن لم تحدد حتى الآن كل مراكز الذبح. ووضعت السلطات النمسوية لافتات على الحدود وفي مطاراتها، تذكر بأن استيراد هذا النوع من السلع محظور. ولم تستقبل البرتغال اي حيوان حي من بريطانيا، لكن اللحوم والألبان تخضع للمراقبة. أما في ايطاليا، فلم تتخذ الحكومة اي اجراء عملي، واكتفت السلطات البيطرية بالبقاء في حال تأهب. وفي المقابل، حظرت سويسرا استيراد الحيوانات واللحوم البريطانية، بينما علقت روسيا ما تستورده من الخنازير من بريطانيا، على غرار بولندا التي شملت اجراءاتها كل الحيوانات المجترة. واتبعت سلوفينيا وكرواتيا اجراءات الحظر التي قررها الاتحاد الأوروبي، في حين عززت زغرب اجراءات المراقبة لتشمل وارداتها من دول اخرى أيضاً. اما البوسنة ومقدونيا فمنعتا منذ العام 1996، استيراد الماشية البريطانية. وفي الامارات، منعت وزارة الزراعة والثروة السمكية استيراد الاغنام والماعز الحية والحيوانات البرية ومنتوجاتها من بريطانيا.