حوّل متظاهرون اكراد وسط مدينة لاهاي الى ما يشبه ساحة حرب، بعدما تحوّل احتجاج سلمي مساء الخميس الى عنف لم تشهده هولندا منذ عقود. وتظاهر حوالى الف كردي عراقي امام البرلمان الهولندي، للاحتجاج على خطط لإعادة تسعة آلاف لاجئ كردي الى المناطق الخاضعة لسيطرة الادارة الكردية في شمال العراق بعد استنفاد كل محاولات حصولهم على حق اللجوء السياسي. وأفضت اشتباكات مع المتظاهرين الى اصابة ثمانية منهم وسبعة من رجال الشرطة. واتهم منظّمو الاحتجاج "مشاغبين" بمهاجمة رجال الامن ورشق مبنى البرلمان بالحجارة. واتسعت الاشتباكات اثر ازدياد حدة الهجمات مما دفع السلطات الى طلب تعزيزات امنية طوّقت قلب لاهاي. واظهرت صور تلفزيونية مجموعات من المتظاهرين وهم يحطّمون كل ما يقع تحت ايديهم من ممتلكات عامة، ويهاجمون محطات قطارات وباصات ومباني. كما اظهر التلفزيون صوراً لمتظاهرين لم يكتفوا بضرب رجال الشرطة بل طاردوا مواطنين هولنديين. وتركت اعمال الشغب صداها لدى الاوساط السياسية الهولندية بسبب العنف غير المتوقع من مهاجرين، امضى بعضهم اربع سنوات في البلد بانتظار بتّ طلبه اللجوء. واكدت مصادر المنظمات الكردية المسؤولة عن تنظيم التظاهرة أنباء رسمية عن اعتقال سبعة متظاهرين، ما زالوا يخضعون للتحقيق، واشارت الى "حملة مطاردة لاعتقال المتسببين بالعنف، ممن ينتسبون الى منظمة ماركسية كردية متطرفة". وكانت الحكومة الهولندية جمّدت ملفات العراقيين الذين طلبوا اللجوء السياسي، بانتظار التحقق من ادعاءاتهم. ويشكّل الأكراد غالبية هؤلاء، ووصل الى هولندا اكثر من 12 الف لاجئ كردي بين عامي 1996 و1999. لكن السلطات اعتبرت ان الاوضاع في كردستان العراق آمنة، فحجبت اللجوء عن هؤلاء، فيما زار المنطقة ممثلون عن الحكومة والبرلمان الهولنديين للاطلاع على الاوضاع الامنية فيها، وبحث سبل التعاون مع الادارة الكردية في اربيل والسليمانية، لتخفيف وتيرة الهجرة الى هولندا. وكثّفت لاهاي العام الماضي مشاوراتها مع تركياوالعراق لإيجاد مخرج لمشكلة اللاجئين الاكراد، وهي تشكو نشاط عصابات مهرّبين محترفين في تجارة اللجوء السياسي، يعملون بين كردستان وتركيا واليونان وفرنسا وهولندا. وعلمت "الحياة" ان الحكومة الهولندية اجرت اتصالات بالحكومة العراقية لإقناعها بإعادة استقبال تسعة آلاف كردي رفضت طلباتهم لمنحهم اللجوء، كما عرضت تأمين نقلهم جواً.