واشنطن - أ ف ب، رويترز - بدأت شركة "كلونيد" التابعة لطائفة "الراؤوليين" العمل في مختبر سري في الولاياتالمتحدة لاستنساخ أول كائن بشري، عبر تجارب على البقر، على رغم معارضة السلطات الصحية الأميركية التي شددت على ضرورة الحصول على تصريح مسبق. و"الراؤوليون" البالغ عددهم حوالى 55 الف شخص يزعمون ان الحياة على كوكب الأرض نشأت بفضل كائنات فضائية، وصلت اليه في طبق طائر قبل 25 الف سنة. ويعيش مؤسس هذه الطائفة الصحافي الفرنسي السابق كلود فوريلون الذي اطلق على نفسه اسم "راؤول"، في كيبيك الكندية، مدعياً النبوة. ويريد أتباعه استنساخ طفل توفي في شهره العاشر، إثر خضوعه لجراحة ، بناء على طلب والديه. وقالت العالمة الفرنسية بريجيت بواسوليه 44 سنة المديرة العلمية لشركة "كلونيد" مقرها لاس فيغاس، أمام لجنة تحقيق عن الاستنساخ البشري تابعة لمجلس النواب الاميركي: "نقوم الآن باستنساخ طفل في مكان ما في الولاياتالمتحدة". وأوضحت ان فريقاً من أربعة أطباء يعمل منذ كانون الأول ديسمبر الماضي تحت اشرافها على هذا المشروع، رافضة تحديد موقعه. ورداً على سؤال عن المدى الذي وصلت اليه البحوث قالت بواسوليه إن فريقها يتدرب الآن على "نزع نواة بويضات ابقار، وبعد نجاح هذه التجارب ستجرى قريباً على بويضات ام الطفل المتوفى". وأكدت انها تلقت اتصالات من 200 شخص على الاقل يرغبون في اجراء عمليات استنساخ، مشيرة الى ان مبلغ 200 ألف دولار المعتمد الآن ليس السعر النهائي لهذه العملية. ويريد علماء شركة "كلونيد" ادخال المادة الوراثية دي ان ايه او الحمض النووي المنقوص الأوكسجين المأخوذة من خلايا محفوظة للطفل المتوفى، في بويضة منزوعة النواة تزرع في رحم الام تمهيداً لحدوث الحمل. لكن هذه التجربة قد لا يكتب لها الوصول الى نهايتها، إذ أرسلت الوكالة الاتحادية لمراقبة المنتوجات الغذائية والدوائية، رسالة تحذير الى "كلونيد"، توضح عدم امكان اجراء اي محاولة استنساخ بشري، من دون الحصول على تصريح. وليس في الولاياتالمتحدة، أي تشريع يحظر صراحة استنساخ البشر، على رغم القرار الذي صدر عام 1997 بتجميد أي تجارب للاستنساخ البشري تمول بأموال عامة لمدة خمس سنوات. ولا يشمل هذا التجميد الأموال الخاصة. ودعا عدد من البرلمانيين الاميركيين والعلماء امام جلسة للكونغرس، ليل الأربعاء - الخميس الى اصدار قانون يحرم الاستنساخ البشري في الولاياتالمتحدة. وقال النائب الجمهوري بيلي توزين ان "الاستنساخ والاعلان عن التجربة الحالية يثيران قضايا اخلاقية ودينية وطبية، علينا التصدي لها كأمة". وأثناء انعقاد الجلسة، أعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش يعارض هذا الأمر، وانه مستعد للعمل مع الكونغرس لحظره. في المقابل، حضر كثير من الشخصيات المؤيدة للاستنساخ البشري، للدفاع عن آرائهم امام الكونغرس، وبينهم رئيس طائفة "الراؤوليين"، الطبيب الأميركي بانوس زافوس الذي دافع عن مشروعه، قائلاً ان الوقت فات للحديث عن ذلك لأن "العفريت خرج من القمقم". وأعلن العالمان اللذان استنسخا النعجة "دوللي" رودولف غاينيش وايان ويلموت، في مقال نشرته مجلة "ساينس"، ان فكرة استنساخ البشر بالتقنيات التي استخدمت في الحيوانات "أمر خطر وغير مسؤول". وقالا ان "أي انسان مستنسخ يبقى على قيد الحياة، قد يعاني أوجه شذوذ في أجهزة التنفس والدورة الدموية والمناعة والكلية والمخ"، وأن "الأدلة بدأت تشير الى عيوب اخرى في النمو والجينات".