نيويورك - رويترز - أدلت السفيرة الاميركية السابقة لدى كينيا بشهادتها في قاعة محكمة خيم عليها الهدوء أول من امس، وقالت انها اعتقدت بأنها ستموت في حادث تفجير مبنى سفارة بلادها في نيروبي العام 1998 حينما سقط سقف على رأسها وتصورت انها ستهوي مع طوابق المبنى. وأضافت السفيرة برودنس بوشنيل التي كانت في مكتب داخل مبنى مجاور للسفارة وقت وقوع الهجوم: "فكرت في نفسي، واعتقدت بأن المبنى سينهار وسأهوي مع كل هذه الطوابق وسأموت. تجمدت كل خلية في جسدي تحسباً للسقوط". وكانت بوشنيل تدلي بشهادتها في محاكمة أربعة متهمين بالضلوع في حادثي تفجير السفارتين الاميركيتين في العاصمة الكينية في نيروبي والعاصمة التنزانية دار السلام في السابع من آب اغسطس العام 1998، اللذين قتل فيهما 224 شخصاً من بينهم 12 اميركياً. وتتهم السلطات الاميركية الرجال الأربعة بالتآمر مع اسامة بن لادن لقتل اميركيين. وتشغل بوشنيل الآن منصب سفيرة بلادها لدى غواتيمالا، وكانت رابطة الجأش لكنها متوترة وهي تروي أمام هيئة محلفين اتحادية في مانهاتن تفاصيل ما حدث في يوم الانفجار المليء بالاحداث الجسام. وقالت بوشنيل وهي تحاول التماسك خلال الإدلاء بشهادتها عن الحادث: "من الصعب جداً الرجوع الى هناك". وكان اليوم عصيباً ايضاً لهيئة المحلفين الذين شاهدوا بعد سماع شهادة بوشنيل شريط فيديو للجثث المتفحمة والدمار الذي خلفه الانفجار. وإ ضافة الى رؤيتها لمناظر الموت البشعة والدمار، فإن التفجير كان مؤلماً بدرجة كبيرة لبوشنيل التي أصيبت بجروح طفيفة بعدما ظلت على مدى عام قبل الهجوم تشكو الى رؤسائها في واشنطن من ضعف اجراءات الأمن في السفارة. والرجال الأربعة الماثلون امام المحكمة في مانهاتن من بين 22 شخصاً، بينهم اسامة بن لادن نفسه، تتهمهم السلطات الاميركية بتدبير مؤامرة ترجع الى العام 1989 شملت تفجير السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا. وتزعم السلطات الاميركية قيام جماعة "القاعدة" بتنفيذ الهجوم. وقال مدعون انها "جماعة ارهابية دولية" يمولها اسامة بن لادن "تكرس نفسها لمقاومة الحكومات غير الاسلامية بالقوة والعنف".